ساعة رملية
منهل مالك | سوريا
كحبيباتِ الرملِ
في ساعةٍ رملية
اعتدّنا الوقوع……
فإذا ما انتصرنا
واستراحَ السيفُ في الضلوع
وبعد أنْ ينْخُرَ عَظمُنا
.. بردٌ زمهرير
بعد أن تُتخمَ الغربانُ
من جسدِ يسوع..
سنشكرُ المولى كثيراً، كثيرا
ونهزُّ السريرَ
لينامَ النعام
ويغفو في جحرهِ يربوع
.. لتبدأ من جديد
حكايةُ الوقوع…..
وإذا ماانتصرنا
أُقيمتِ الأفراح
والليالي الملاح
في أروقةِ القصور
بأفخرِ الأطعمةِ والخمور
رافعيين الكؤوسَ
.. أكاليلَ الغار
.. أقواسَ النصر
وأهلُ القبور
يمسحونَ الغبار
عن شاهدِ قبر
فالله.. يُعزُّ من يشاء
يُذلُّ من يشاء
.. من عندهِ يأتي النصر
فلنُوفِ النذر
ولنُطِلْ الركوع
لتبدأ من جديد
حكاية الوقوع…..
وإذا ما انتصرنا
احتشدّتِ الجموع
فاغرةً أفواهَ الجوع
كفراخِ الطيور
وعلا التصفيق
لفرسانِ المنابر
لمنافقيّ العمائم والمحابر
وحبالنا الصوتيّة تهتفُ
كخراطيمِ أراجيل
نُدخّن فيها الخِدر
حتى تعشش العناكب
على المحاجر والحناجر
شعارنا..لا أرى،لا أسمع، لا أتكلم
قنطارُ علاج خيرٌ
من ربعِ، ربعِ درهم
حبيبات الرمل
اعتادت الوقوع
ولن تتعلم.