سجن جميل
علي خفاجي | العراق
على البسيطِ كتبتُ النظمَ معترفاً
أن البسيطَ لديهِ البعد كالقربِ
|||
لن يستطيعَ النوى و الحبُ يَجمعنا
إن البعادَ يَزيدُ الحُبَّ كاللهبِ
|||
لا القلبُ ينسى خَليلاً كان يُشعِلهُ
و لا التبرِّي لِتلكَ النارِ عن حَطَبِ
|||
و كيف أبعُدُ عن مَعشوقةٍ سَلَبت
هل يملكُ العقلَ تخييراً عَدا السَلَبِ
|||
ما للسجينِ هُروباً من مُعذِّبهِ
و السجنُ لا يَملكُ التخييرَ لِلهَرَبِ
|||
حتى إذا ابتعدت أجسامنا قَرُبت
أرواحنا قدماً باللوحِ و الحُجُبِ
|||
عَلَّ السماءَ ترى دَرّباً و مَقربةً
تطوي الدروب بأمرِ الطيِّ كالكتبِ
|||
و ما الغريبُ بأن تصبو لقافيتي
إنِّي لشاعرها في الصمت والخُطَبِ
|||
ما للهوى كلَّما زادت مسائلتي
فاضت مَحاسِنُنَا بالبوحِ و السَببِ
|||
يرسو بقافيتي قَيسٌ فَيُلهِمُني
شِعراً و يُرسِلُني للدَهرِ و النُخَبِ
|||
أصبحتُ أغنيةً غَنْت بها عَرَبٌ
لا قَيس يَلحقني في أُمَّةِ العَرَبِ