اخترت في عينيك منفى.. من وحي لندن
د. سعيد جايم الزبيدي | شاعر وأكاديمي عراقي
أعيريني مدى عينيك لطفا
لأرسو فيهما، أشتاق مرفا
///
وأبحر مرة وأعود أخرى
فإني اخترت في عينيك منفى
///
فلم أجد إنتماء في اغترابي
سواك فكم لقيت الأمس عنفا
///
وأرجو الآن أن ألقي رحالي
فهل سأنال منك الآن عطفا؟
وقد يلحو علي الآن لاح
أتصبو أم شربت الراح صرفا؟
///
سأعذر من تصورني بهذا
فقدما قد رماني الناس خلفا
///
وقالوا: ذاك في زاهي شبابي
ولم أسمع لهم ملقا وزلفى
///
أفالآن استعادوه كأني
نسيت بدورة الأعوام حرفا
///
أقول: دعوا الهوى يحيي فؤادي
فإني ماوجدت بذاك ضعفا
///
رأيت الكون وردي الحواشي
فهل لي أملأ الأرجاء عزفا
///
وهل أبقى اسير قيود لاح
ويملؤني وشوط العمر خوفا
///
إذن طلق هنا كل القوافي
ولذ بالصمت قد يأتيك حتفا
///
خلقت على السجية لاتبالي
بقولة عاذل يؤذيك خسفا
///
فلا تربط به قدميك يوما
وهل في الخف يشبه من تحفى
///
فكن حرا تحاكي الطير دوما
فمن عش لعش صاغ سقفا
///
وحرفك مثلما عشت اغترابا
يرافقك احتراقا ليس يطفا