خناجر النهر: حين يتّشِحُ السرد بُردة المجاز.. (اليوم العالمي للشعر)

عبد السلام سنان | ليبيا

فوق أرصفةِ الرحيل، ثمّة ريحٍ معتوهة، حائرٌ رمل المسارب الهشّة ، ظِلُّ الحيطان ممدود، يكسر رتابة الوقت وأجنحةِ النوافذ الفضية تطلُّ على مرايا الشمس الخجولة، يعتريها صخبٌ أبدي، في غفلةٍ رتيبة نتثال على مهلٍ كقصيدة تُرضِعُني النسيان، ما الليل إلاّ ظِلُّ امرأةٍ بدّدت حُزنها على أرصفةٍ بعيدة ! أساطير محكيّة، تلهبُ خصر الجنون كالوقت المشاغب، كإيماءةِ الغسق، تلوّحُ بحكمة العناق الجليل، كانثيالات نصٍّ شتائي على شفير الرؤيا، تتفيأُ ظِلال الشغف، سمرة الحرف النمير، ذاكَ التأويل العطِش حين انحناء القرنفل على خصرِ الاشتهاء، كلّما رقص على جسد الشمع، تهاوى جدار الريح، تروّضُ حُلُماً متوحش الصهيل، في سماء فارغة من كآبةِ الغيوم الرمادية، امرأة داهمها النعاس، تدسُّ وجهها في زوايا أريكةٍ خيزرانية، كسمكةٍ ترقصُ في بحيرةٍ تنخرها السكينة، تُمرّغُ أصابعها في رماد الأحجيات، صرخة صوفي تتبتّلُ إزاء شهوة النص، كالينابيع والنقوش وأزمنةٍ تقذفُ ظِلالها تحت سعفات النخيل، في محاريبِ الحقيقة، تأويل المساس الأبدي، نوافذ شغفٍ في قصور الاخضرار، صدئٌ ذاك التاريخ، اكتفاء اليمام بغناءٍ صادح عند أروقة الضوء، يهبُ اليباب فطنة الحياة وفوضى الغياب كنهرٍ يجري في ديمومة القلق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى