مخاض
منهل مالك | سوريا
لسنواتٍ عشرة..
والريحُ السَموم
تستمني زبدَ الأمواجِ العاتية
لسنواتٍ عشرة..
والصراصيرُ الحُبلى
تقيءُ حملها
في الزوايا المُعتمة
.. جِماعٌ بلا حب
هو سِفاحٌ وزِّنى
والثورةُ تزّني..
تزّني وتُنجبُ
قوارضاً مُسّتَذئِبة
لسنواتٍ عشرة..
حتى بيضُ الحمام
صار يفقسُ غيلان
قد تصادف لها
مابين الزحام
وعلى الأرصفة
.. بيوضاً مُلقّحة
لقّحها الجوعُ
لقّحها البرد..
أو الخوفُ من الغد
أو ربّما ..
ما لقّحها بُصاقُ المرحلة
تجدها مُتّسخة.. ذابلة
كعرجونٍ قديم
لفظتها أُمّها الشجرة
مؤجلةُ الأحلام
تدوسُها الأقدام
تتسولُ فُتات
تبيعُ بؤسها بأبخسِ الأثمان
حَدّق ..
حَدّق جيداً في عيونها
المتعبة.. والعاتبة
حدّق في جسدها الهزيل
وطفولتها المُستَلبة
ترى مستقبلاً يُنجِبُ زنيم
أو ربما يُنجِبُ كافر
يرى المعابدَ متاجر
وحتى الربَّ القادر..
يراهُ عاجزاً..
عن مسحِ دمعة
عن ردّعِ جلّاد
أو ربما… ثائر
يرى في ربطةِ عنق..
حبلَ مشنقة
وفي سراديبِ الساسة
أسواقَ نِخاسة
تبيعُ وتَشْري الإنسان
قد تَبّرأُ الأجساد
قد …
ولكنْ ..
للسياط أصوات
يترددُ صداها في
أثلامِ ذاكرة..
لطفلةٍ حُبلى
عُمرها عشرة
حُبلى بالقهر
حُبلى بالظلم
بالخوف بالألم بالحرمان
فحاذروا…
حاذروا أن تلِّدَ قنبلة…