كان حلما
ناهد بدران | سوريا – لندن
في شريانِ اللّيلِ قصيدة
ضخّتْ القوافي في مجرى دمي
سكبتها في ثغرِ الفجر ..
فسقى النّسائمَ من كفّ الرّؤى
و أشبعَ النّورَ من زقّ الأمنيات
أرخيتُ حبالهُ المشدودة
فربطتْ على قلبي
بملمسٍ خشن ..
ذاكَ الّذي عزفَ سمفونيةَ حلمي
اغتالَ أوتاري ..!!
بلحنٍ آثمٍ ..
برغبةٍ حمقاءَ .. سأبقى
افتّشُ جيوبَ حديثك
عن دفءٍ يسري في وتيني
أنا الهاربةُ من صقيعٍ
نفخَ حزنهُ في رئتي
اكفهرتْ تراتيلُ النّاي
و ارتعشَ منبتُ القصب …
يا أنّاي الشّاردة .. في يبابِ الفصول
اسكبي من حنينِ النّغمِ على بحّةِ الفجر
و ارتقي جرحَ قلبٍ نشبَ الوجعُ
بينَ تلافيفه ..!!
مُقعدٌ ظلُّ الصّباحِ إن عادَ بلا صدى
تبعثرهُ ريحُ صابئة
تتلعثمُ إن تتلو آياتِ النّدى
على جسدِ الورد
لم تلمحْ عطرهُ يحنّي أناملَ الزّنبق ..
كانَ حلماً في رحمِ القدر
كلّما تجاوزَ غصّتين .. أجهضتهُ الثّالثة
بتوقيتِ النّدم .