لأَنَك أَنتَ هو الله مَلِكَ المُلُوكِ
دنيا علي الحسني | العراق
يا قَريبٌ أَقْرَبُ ليَّ مِنْ نَفْسِي
إنَكَ رَبيَّ رَحيمٌ وَدودٌ
وأَنْا عَبْدُكَ الظَامِيءْ
بأَحْضانِ دِجْلَةَ و الفُراتْ
تَستَفيضُ رُّوحِي بِحُبِكَ رِواءٌ
إذا جَفَتْ بِيَ أَرضَ السَّوادِ
وَحِينَ أَحْبَبتُكَ أَمَنتُ بأَنَ حُبّكَ
أَمْطارٌ تَسْقِي بَساتِينَ أَحْلامِي
وأتَيتَنِي مِنْ كُلِ ما سَأَلتُك
كَفْلَين مِنْ رَّحَمتِكَ وعَطْفِكَ
لِتَسْقِي وَتَر رُوحِي الظَاميء
الذيَّ يَبْحثُ عَنْ سِرْ هَّواه
في شْربَةٍ تَبِلُ قَلبُّ عَاشِقَةً
مِن ألف ِ عَام والمَّدى أَحْمرٌ
وأَنت َعَاليّ القَّدَرَ عَظِيمُ الجَاه
بَعدَ زَمنْ التَرَقُب والإنْتِظَار
تُحْيّي فِي رُّوحِي كُلَ جَمِيل
إذ رَفَعْتَها إلى السَّماءِ
وَلَهِجَ لِسَانِي بِالدُّعاءِ،
فِي يَدَيِكَ مَلَكُوت رُّوحِي وَقَلبّي
مَولاي وَسَيدي أَنتَ تَملِكَهُ
لَيسَ لِي مِنْ بَعدِ جَاهِكَ
مَلاذً قَوياً وَ حِصْناً أَمِين ْ
كَأَنْكَ مِنْي كَأَنْكِ نَبْضِي
فَإنَكِ عْندِي إخْتِصَار الجَّمَال
فَتَعْمَى عُيُونِيَ عَن كَلِّ حُسنٍ
و يُخْلصُ قَلبّي لَكَ فِي كُلِّ حَّال
لأَنَكِ وَحْدَكِ آوَيْتِ رُوحِي
وَ أَهْدَيتَنْي نَهْرُ عِشْقً صَافيِّ
مِنْ كُلِ شَيءٍ ذَهبٌ، وفَضِةٌ زُلالْ
لِأنَّكِ أَحْيَّيْتِنِي بَعدَ مَوْتٍ
آتٍ لا مُحَال وجَدِيْرًا بِاْلْمَقَاْل
ََأَنْ يُقال أَجَليّ تَخَللَ المِيَاِه
بَيْنَ شِّعَابِ مَرجَانِيةً خَضْراء
النَّفَاذُ وَالانْسِيابُ بَيْنَهَا تَّخَلُّلُ
فِي قَدَرٍ تأَجْلَ لِحْكمَةٍ غَرْاء
مُتعالِيةٌ فِي الأَسْفارِ وَ الأَدوَار
لَكِنْ المَوْتُ آتٍ لا مَحَالة
هُوَ آتٍ لاَ مَحَال، وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ
وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْه هُوَ طَامِسُ القَلْبِ
وَالمَرْءُ يأَمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ
وَالشّيْبُ أَوْقَرُ وَلِمنَ الرَّأيُ شَبِيبَةً
في عُلوِ الهِمَةِ بَلاغَةِ الكِنَايَة
بأَحَقيةِ رَامِي فِي أُصْولِ الوَقايَّة
وَلَقَدْ بَكَيْتُ عَلَى الشَّبابِ
والجَسْمُ سَّرايَ وَهْمٍ وقِلاعٌ مِنْ تُراب
وَتأَكْلُ الأَرضُ كُلَ بَنو آدَم
أَلاعَجَباً إنَ الذَنْبُ خُلِقَ
وَفيهِ لايَفْنىَ ولا يُبَاد
والحَقِيقَةُ يَغْفلُ عَنْهَا
إِلإنْسَانٌ المُرْتاب
وأَما الرُّوحُ لَمَّتِي البَاقِيَة
مُسْوَدّةُ أَيامِي تَشِعُ نِبراسُ
صِحَةً وجَمال أَلوانُهْا بَراقَةً
في عِتْمَةِ أَحْلامِي وَحُشودِ خَّيالِي
وَ لِمَاءِ وَجْهّي رَوْنَقُ النَّعِيم
أَثَرهُ رَوْنَقُ الشَبَابْ أَوّلهُ وَطَراوتَهُ
مَاؤهُ الحَّياة، فَهذّا الحُبّ الصَّادِق
والجَمِيلْ الذّي لَا يَنْقَطِعْ أَبَداً
ولَايَنْتَهِي* ثِمَارهُ الإيمَانُ بِالله
بَينَ التَوحِيدَ والإخْلاص، والصَبُر
ثَمَرَةُ اليَقْينِ أَوَّلُ لَوازِمِ الإيقَانْ
فَإنَهُ حِصْنٌ حَصِينٌ عِبَادهُ المُوقِنِينْ
و سَفَرَ الآخرةُ يُقْطعَ بِسَيرِ القُلوبّ
لا بِسَيِر الأَبْدَانِ* اللهَّم أَرحَمْنِي يَومَ
أَتِيكَ فَرْداً، وَفِي عُمّري بِغَيرِكَ لَمْ
أَحْلِفْ سَفَالَةً سَيَكونَ عَقْداً مُبارَكا ً
تَنْعَقِدُ رُّوحِي بِهِ شَهادَتُها
وَبِهِ تُنَالْ المَكْرُماتُ
وبَكُلِ مَقايِيس رُّوحِي فِي يَدَيكَ
وَهَبْتُها خَالِصَةً فِي ظْلِ وَلاءِكَ
وَلَو لَمْ تَنَلْ نَفْسِي وَلاءَكَ
لَمْ أكُنْ لأَورِدُها في نُصْرَةِ كُلَ مَوردِ
في طَرِيقِ دِينْ الحُبِّ الإِلَهِيُّ
والحَبِيبُ سَقَى والجَمْالُ سُنَة
والصِدْقُ شَريعَة والشَوقُ إيمَانْ
رُّوحِي تَشَبَعتْ بِكَ عِشْقُ العَارِفْيِن
كَيفَ لَها أَنْ تَحْيا بَعِيدةً عَنْك.؟!
تَعِيشُ بِدونِكَ كَالأَمْوات
لَنْ تَذْبلُ الوْرُود وَعِطْرُها يَتَبَخر
وَصَاحِبُها فِي دَاخِلي سَلامً سَلام
كَمِسْكِ الخِتَام وَمنْ ذِكْرِك
أَنسَتُ فِي الظَلام وَ نُورٌك لَنا
بَينْ هَذا الأنَام مُسَحَرُ
سَكَنْتَ فُؤادِي رَبَّ العِبَاد
وأَنتَ مُناتِي وأَقْصَّى المُرّاد
فَهَل تُسْعِدُنِي بِصَفْوِ الوِدَاد
وهَلْ تَمْنَحُي شَريفَ المَقام
أَنا عَبْدُكَ بِأَهْيلِ الوَفا
وَقُربِكَ صَرْفُ هَمِي والشِفا
فِي كُلِ شَيءٍ لنَبْضِ وَحْيُ الشَبابِ
قَبلُ أَن يَظْهَر مَلاكَ المَوت بِمنْجَلهِ
يَحْصُدَ الرُّوح بِلُغةٍ عَنْ قَومٍ مِنْ أَهلِ
الشِرْكِ الخَفِي وَ تبَاب
الحِقْدُ والكَراهِيةَ لُغَةُ قُلوبِهَم
تَحْصِدُ الأَرواحُ حَصْدًا بِمَناجِلِ
حِقْدَهُم وخُلاصَهَ القَولُ لَهُمْ ؛
أُمْنِيَتِكُمْ ذْبُولَ الرُّوحِ ومَوتِها
فِي صَحْارِي قُلوبِكُم
وَها أَنا ذا فِي مَقْعَدِ صْدق ٍ
عِندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر”
تَالله”ما صَبُرتُ رَغْبةً فِي عَوَضاً
بِقَدرِ ما كَانَ يَقِينًا بِكَ
أَنّكَ لَنْ تُضَيّعَني والفَتْحُ عَليَّ
سَيَكون ْ فَتحًا يُذهِلُني إتِّساعاً”
ضَاحِكاً مُسْتَبشِراً فِي جَنّاتِ
الخُلدِ والنَعِيْم
وسَأَلتُكَ اللهُّم خَيرًا سَابِغا
وعَلَى فُؤادِي رَحْمَةً وَحَنانا
ما لِي سِواكَ وأَنتَ خَيرٌ حَافِظا
عَلَمتني أَن أَهجُرَ الأَحْزانا
ورَفْعُ الهِمَة ِعَنْ الخَلقِ كِرَاما
لَما عَرَفْتُك خَالِقي ذُقْتُ الهَّنا
زُدنِي عِلمَا وأارزقُنِي حِكَم فِقْهَ المُرونا