تلك هي القضية الكبرى..!
أميرة عبدالعزيز | فنانة تشكيلية – مصر
إن الكون كله يتكون من عنصرين متضادين هما “النور والظلام معا”، فقد خلق الله الملائكة من عنصر النور فهم لا يعصون أمر الله ويفعلون ما يؤمرون.
والشياطين من عنصر الظلام.
أما بني آدم والبشر جميعاً فكانوا مزيج من الظلام والنور، فيهم الخير والشر، وإن غلب أي عنصر من هذين العنصرين على أحدهم نُسِبَ إليه.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو، أي من العنصرين تميل إليه..؟ قد يميل إلى البعض إلى القبح والباطل والشر ويراه نعم الصواب وينجرف إليه متوهماً أنه بذلك على حق وهذا يغلُب على جوهره الشر، على حين ينجذب الآخر إلى الجمال والحق والخير ويتعلق به بكل قوة ولا يتركه هذا يغلُب على جوهره الخير.
تلك هي النواه التي يتكون منها الكون وكل ما فيه وما عليه.. هو الموجب والسالب، الخير والشر، الظلم والعدل، القبح والجمال.
لقد كنت يا إبليس قصير النظر عندما أمركَ الله بالسجود لآدم فعصيت وقلت: أنا خيرُ منه خلقتني من نار وخلقته من طين ولم تفهم وتعي من الأمر كله إلا ظاهره وهو لفظ السجود وتغافلت عن عمق المعنى وهو أنه كان أمر من الله سبحانه وتعالى، تلك هي لُب وجوهر القضية.. أمر الله، فإذا كان الآمِرُ هنا هو الله فلا تجادل، سيظلُ إبليس ينظر إلى الأمر كله نظرة سطحية وسيبقى محارباً لبنى آدم جميعاً إلا المخلصين والصالحين منهم، هم الذين يغلب عليهم الصفات الجميلة بما تحمله من معاني الصدق والخير والحق والحب.