امرأةُ الفَجرِ الدمشقيةُ

فايز حميدي | شاعر فلسطيني مهاجر
-١-
يا امرأةَ الضوءِ والذهولِ والزنبقَ الخجولِ ..
يا قافلةً من الوردِ وخابيةً
من الفرحِ
وكوكباً من الياسمينِ ..
يا رائحةَ الكبادِ وشهقةَ الفرحِ
وسَواقي العُذوبة ..
أيُّ رايةٍ حملتِ أو رميتِ !!
هوَ الحُلمُ الذبيحُ ..!!
أنا الغريبُ يا دِمشقُ ولحدُكِ وَطني
وَجهي طَريقي
وَكلِماتي شريدةٌ
سَئِمتُ الحَقيقة
لِما تأخذُكِ سكتةُ الفَجيعة ؟؟!
في جفنيكِ أدمعُ الخنساءِ
المطرُ لم يغسلْ جَديلتُكِ
وأهدابُكِ تُعانِقُها الرَهبة
ومحياكِ ساهمٌ كالأحلامِ
في غربةِ عينيكِ ، دُخانُ الخوفِ
ورمادُ الحسرةِ
في غُربةِ عينيكِ أضعتُ قلبي
لا ضوءَ سوى العتمةُ
وهذا المَدى المكسورُ
يا زمنُ المديحِ السائدِ ونُدرة
إنتاجَ المَعنى ..!!
يا زمنُ التمددِ في نقطةِ البلاهةُ !!
والأقلامُ الخرساءَ الباهضةُ التأويلِ :
عاجزةٌ …. بين أنقاضِها الأليفة !!
مدجنةٌ …. تَحرسُ الفَجيعة !!
خانعةٌ ..بين الصدىَ وصقيعَ الحُروف !!
يا زَمن( المُثقف) العَدسي
هو زمنُ رُكوب المَوجة ..
بَودرةُ الواقعَ بالزيفِ
والتسبيحُ بِحمد السُلطة
يا صُبحاً تكسوهُ الدَمعة
يا وَطناً
يا مُخيماً يَقطرُ نفياً !!
يَحملُ نعشَ الحُبِّ وَصدى الذِكرى
والمشكاةُ تَشكو ليلَ الظُلمة
يا وَجعاً يَزدادُ هُطولاً
يا بيتاً من قَش ٍ
لا يَمنعُ رِيحاً ، ولا يَحجبُ شمساً .

-٢-
يا شامةَ الدُنيا
أضعتُ في عرضِ البلادِ مَركبتي
وعدتُ مقتولاً في بحرِ عَينيكِ
وتسألينَ بحزنِ اليَتامى :
أينهضُ بَردى وفروعهُ السبعة ؟
أيغسلُ تلكَ الرائحةَ المطعونةَ بالموتِ ؟
أيعانقُ تلكَ الأرضَ المَكلومة ؟
أيمحقُ بحراً عبثَ بمصيرِ الخُلجان ؟
أينصفُ طفلاً بُترت قَدميه ؟
أينصفُ مِئذنةً من قاتِلها ولساناً
أكلتهُ الكلماتِ ؟
هيّا انهَضي يا شامةَ الدُنّيا !!
يا جسداً يتفتحُ بالحلمِ
ما ماتَ فارسُكِ
فأجنحةُ النوارسِ لم تشيخْ
أعيْدي للوقتِ نِداءهِ
ومع الفجرِ فلتُسرج الأفراسَ
الظلمُ من شيمِ الطُغاة
لم يبقْ في عينيَ سراب ..
يا واقعاً يغوصُ في مستنقعِ الصمتِ
يتلوّنُ
يتعمّقُ
يرتدُ
ينتفضُ
يتقلبُ كالحرباء
منتفخٌ بالسمِ وهذيانِ التاريخِ
ورقصةُ التدميرِ
لكنها الحياة …
سيورقُ
ويزهرُ
ويَتسامى
أكمةُ الروحِ كهديلُ الحمامِ
كامنةٌ في الأعماقِ
يا غبطةَ الإشراقِ
يا دمشقُ :
( الموتُ لا يوجعُ الموتى بل
يُوجعُ الأحياءَ ) ..
يا شامةُ الدُنّيا :
يا شَطريَ القاتلُ وشطريَ المقتولُ
ونصفيَ العاقلُ ونصفيَ المجنونُ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى