اختلاسات بريئة
عزيز فهمي | كندا
أختلس من الوجع
مثقال رمشةٍ رحمة
أرسم على صفحة وجهي
بكل التباشير بسمة
أُهدِّئُ بوصفة طبيب
ألم وخزة
أُسمعك بكل المقامات
أشواقي أغنية
أطوف حولك راقصا
طواف النحلة على الزهرة
أسكر بقبلاتك
فتزيد الرشفةُ في جسديَ
رعشة ورعشة،
أرى الصبحَ عشيةً
أراك فيه أجمل وردة
فأمشي كهدهد في منقاره
خبرا ونجمة
وأمشي إلى الريح وفي يدي
شمعة
أختلس من الوجع
ما يكفي لكي أضمك ضمة
فأذوب فيك
ذوبان الثلج ربيعا في التربة.
تسري في أوصالي تراتيلا النشوة
تعيد لرميم عظامي حلاوة
الرجفة
أختلس ما يُبقي هذا النبض
في شرايني نغمة
ونداء شفاهي أذان الطير
فوق شجرة…
أختلس من كفك رِقة اللمسة
ما تُسِرُّ عيناك لعينيّ من صلاة النظرة
فأختلس لك
عطر القهوة
رقصة فراشة
هديل حمامة
براءة طفلة
خرير ساقية…
أختلس لك “أنشودة المطر”
في قصيدة السياب
“قطرة قطرة”
وكلمة كلمة
أسوق إليكِ البحر قطيع أمواج
موجة موجة
أختلس ما في أحشائه من الدرر لك
درة درة
أختلس من الزمن لي
ما يُمكِّنني منَ اللقاء بك
في كل لحظة
ولو لحظة
أعترف أمامك بكل اختلاساتي
وعلى وجهي تشرق مزهوة الفرحة،
فاحكمي يا مَنْ كانت سببا
وكانت مُلهِمة!
إني لن أتوب عن كل هذه التهم
تهمة تهمة.
فإن حكمت ببراءتي
كنتِ في حقي ظالمة
فأنا أريد أن أُدان بكل هذه الاختلاسات الجميلة
لا أطلب عفوا ولا شفقة
فقط إدانة في عشقك تلو إدانة
إلى أن تُصبحي
أنت أيضا باختلاس قلبي متهمة
وبعشقي مدانة
وسجينة.