سوالف حريم.. أمور محزنة
بقلم: حلوة زحايكة
ومن الأمور المؤسفة التي نشاهدها في مجتمعاتنا القروية، أنه عندما يتخاصم طفلان جاران وهما يلعبان مع بعضهما البعض، فإننا نجد بعض الأمّهات يفزعن لنصرة ابنيهما، ويبدأ الصراخ والشتائم المشينة، وتقف كلّ واحدة منهما عند نافذة بيتها، وتبدأ بالرّدح لجارتها، وقد تكون الأمور أسوأ من ذلك بكثير، فقد تمسك كل منهما بشعر الأخرى، ويا لتعاسة من كان شعرها طويل، فلا أحد يستطيع إفلات شعرها من يدي جارتها، ويبدأ الصّراخ والعويل والشتائم، وقد تتطور لاحقا بتدخّل الزّوجين عندما يعودان من العمل، وقد يستعملان العصيّ والمواسير وربما السّكاكين، وكلّ منهما يزعم أنّ ابنه وزوجته صادقان لا يعرفان الكذب، وتبدأ الحشودات من عائلتي الطرفين، ويتم استدعاء سيّارات الاسعاف لنقل المصابين، ويأتي “الوجهاء” لأخذ العطوة العشائريّة، بينما الطّفلان المتخاصمان يعودان الى اللعب مع بعضهما البعض ببراءة الطفولة المحببة، وكأنّ شيئا لم يكن. وربما تكون الخصومة بين طفلين ابني عمومة، ويؤدي تدخّل الأمّهات إلى الخصومة ما بين الشقيقين. وهذه أمور محزنة. فهل نترك أطفالنا يمارسون طفولتهم ببراءتها وشقاوتها دون تدخّل الكبار.