حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

بقلم: د. خضر محجز

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

تعصفُ الخيرَ من الأرضِ تُذَرِّي في البراري شمسنا

فانتقلنا في بقايا الآخرين

وانتظرنا في انتظار الإنتظارْ

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

فانكسرنا فوق حافات الجبال العاليةْ

سوف تهوي هذه الصخرة فينا

إن بقينا

فاحملونا يا أهالينا

على متن الرياح العاتيةْ

واقذفونا..

لا تواسونا بشيءٍ

من طعامٍ

أو وعودٍ

أو نشيدْ

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

قلبنا لا زال في يافا

وفي نخل أريحا

لو تذوّقتَ دمانا

لعرفتَ المريميةْ

لو شممتَ الدم في شرياننا المذبوحِ

يزهو في حنايا القلبِ حَبُّ البرتقالْ

حلْمنا معنا ولكنّ بقايانا هناك

دمنا لازال فينا وشظايانا هناك

في انتظار الإنفجارْ

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

أين نمضي!

كيف نمضي!

يا إلٰهي

كم حَجَرْ

سوف يشكو من غياب الساعد المفتولِ يرمي

كم قمرْ

سوف يبكي غيبة الساحل ليلاً

كم بشرْ

يملأ الآن براري القهر والإعصارِ والبرد المغني

للمعاني الآسفةْ

في جحيم العاصفةْ

عند أبواب الدمارْ!..

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

باركينا يا سماءْ

واكشفي من حولنا كل السفاسفْ

باركينا يا سماءْ

نحن أحياءٌ وإنْ كانت بقايانا هناك

باركينا يا سماءْ

باركينا كي نحاول

باركينا كي نواصل

باركينا

أقرب الأرض إلى الشمس هناكْ

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

فبكى القمح علينا والأقاحْ

يا إلٰهي

كيف ذرّوا كلَّ ملح الأرض منها

كيف ينمو القمح فيها

يا إلٰهي

هل سنبقىٰ الآن شهراً

ثم شهراً

ثم دهرا

هل سيغدو الزعترُ البرّيّ ذكرىٰ

هل نُعدّ الآن توقيتاً جديداً

ثم تكتيكاً فريداً

سوف يغدو بعد أيام حديدا!..

يا إلٰهي

كم سنشدو من أغانٍ في مديح الإنتحارْ!..

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

عمّنا سامٌ تولّىٰ الأمر عنا

كان يبكي

قال: لا

لن أقول الآن ڤيتو

يا إلٰهي

أين منا مجلس الأحلام يشدو أغنيات الشجبِ

حمداً للإلٰهِ

وألفُ حمدٍ للقرارْ

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

فامتشقنا جرحنا الأخضر فينا

ولملمنا دمانا من شرايين الصخور

وتقدمنا تحدينا:

اقصفونا..

ها هو الآن شهيدْ

يرتقي نحو الأعالي

اقصفونا..

دائما في قصفكم نحن نزيدْ

عُزّلٌ نحن نحامي عن بقايانا

وحق الموت في أرض الجدودْ

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصفْ

تحت تهديد السلاح

فعلمنا أننا موتىٰ إذا نحن بقينا

أو نعودُ

فحملنا جرحنا النازف فينا

وامتشقنا دمنا كسيفٍ

وركبناه سفينا

وتقدمنا إلى الجدرانِ

قلنا: لن نفرّ..

آثمٌ من سوف يرجعْ

نحن لله جنودْ

لن نفرّ..

آثمٌ من قال نفسي

آثمٌ من قال جرحي

آثمٌ من خاف من بطش يهودْ

///

 

حَمَلَتْنا من بقايانا العواصف

فانطلقنا نحو وعد الله نمضي

نحو نور الله نمضي

نحو أرض الله نمضي

عودة أو جنة في الخالدينا

لن نفرّ..

دائما بالصبر يأتي الانتصارْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى