قراءة في سيرة روائيّة: حجر الفسيفساء للكاتبة الفلسطينيّة مي الغصين

بقلم: قمر عبد الرحمن

سعيدة بحجر الفسيفساء الذي أهدتني إيّاه الكاتبة ميّ الغصين في قصر الثقافة برام الله، حيث كتبت لي: “العزيزة قمر.. أعمالك أقمار في دروب الأسرى.. أهديك كتابي الأوّل لتكون أيّامي التي كانت يومًا ما.. متاحة لك.. كنت أنتظر القدوم للخليل لأقدّم لك الكتاب.

                                        ميّ العصين 15/6/2021

حجر الفسيفساء.. لوحة فسيفسائيّة لم أملّ من إعادة التّأمل في نصوصها مرّة تلو الأخرى لجمال الحرف وسلاسة التّعبير وقوّة الصّورة، وقد أعود في أيّ لحظة للصّفحات التي ثنيتها للاستمتاع بالتّصوير الدّقيق الممتع لمجريات حدث بسيط معقّد في ذات الوقت.. وبصراحة احترت في اختيار نص لقراءته عبر قناتي عاليوتيوب لكثرة النّصوص الجميلة..

حيث أبدعت الكاتبة الجميلة بحسّيها الفنيّ والتّعبيريّ تصوير تجربتها بحجر الفسيفساء.. وتحويل سواد الزّمان و المكان إلى ألوان الفكر الزّاهي وآمال القلب السّامي لتكتمل اللّوحة باتحادهنّ النّادر وربّما غير المكرّر كما ذكرت..

“عندما يضيق المكان يتسع التّأمل” وهنا صور عديدة مثل الاستمتاع باستنشاق رائحة الأرض من مكان بعيد وضيّق، ووصف مصافحة المطر للتّراب برائحة الحريّة، وخلق عالم خاص للهروب منه للواقع المشتهى ولمس الحقيقة الحيّة؛ الحقيقة الحيّة: هي الإصرار على الحياة بأيّ ثمن!!

وأعترف أنّني ما زلت عاجزة على استيعاب تلك (الإرادة الفلسطينيّة) وهي كامرأة تحمل في رحمها جيلًا يحيا بحبّ، وإن مات يموت لأجل من يحب!!..
الإرادة: طفل يعانق -جمال الكرة الأرضيّة- بيديه الصّغيرتين وقلبه الثّائر ويُقسم أنّه يعانقها ولا أجمل منها -أحجار قبّة الصّخرة- ويوشوشها غدًا سننتصر..
الإرادة: هي السّر في عقل يريد أن يفكر، وقلب يريد أن يشعر، وكلاهما يريد التّغيير.

أستطيع القول أنّني أؤمن وبقوّة كإمرأة فلسطينيّة وكقارئة لعدّة مؤلفات لأسيرات كتبنّ تجربتهنّ بعد الأسر أنّ النّساء الفلسطينيّات يتقنّ وببراعة (تحويل الصّرخات إلى انتصارات) ولا شيء يعادل إرادتهنّ المجبولة بتراب الوطن، صامدات كجذور زيتونة، مشرقات كشعاع أمل يلتف حول دمعة حزن، شامخات كالقمم الخضراء التي تعانق هواء الأقصى المبارك.

أتمنّى من كلّ الأسيرات كتابة تجاربهنّ لتكون لوحة الفسيفساء بحجم الوطن الذي نعشقه.. وأطيب الأمنيات بالنّجاح والتّوفيق للكاتبة ميّ الغصين في مسيرتها الأدبيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى