جِدَارُ الظَّلَام
سلام علي صبري | العراق
وَبَنَى الليلُ حولَ عينَيْ جِدَارَا
وَتفَانَى كي يَهزِمَ الأنوَارَا
///
آَهِ مِنْ عُتْمٍ آَسِرٍ أُمنِيَاتِي
وَقُنُوطٍ في سَاحَتِي يَتبَارَى
///
أنَا مَازلتُ أُبْتلَى بزَمَانٍ
ظلَّ يُهدينِي غُربَةً وَدُوَارَا
///
لَمْ تُذِقْنِي الحيَةُ حُلْوَ عَطَاهَا
بَلْ أَذَاقَتْمِي مُرَّهَا أطوَارَا
///
بينَ خوفٍ وهجعَةً وشِبَاكٍ
عِشْتُ كالطيرِ يهجرُ الأوكَارَا
///
رَافَقَتْنِي الهُمُومُ طولَ حيَاتِي
وَرَضِيتُ الوَنَى عَلَيَّ قَرَارَا
///
وَأحَالَتْ يَومِي عذَابَاً وَيَأْسَاً
ثُمَّ صَاغَتْ هُمُومَهُ أسوَارَا
///
هِيَ سِفْرٌ مِنْ ذِكْرَيَاتٍ تَجَلَتْ
ألْهَمَتْنِي جِرَاحُهَا أشعَارَا
///
وَتهَاوَى الظَّلَامُ فوقَ عيونِي
فَانْطَفَى نورُ مُقْلَتَي وَتَوَارَى
///
وَمَشَيتُ الدربَ الطوِيلَ أُلَاقي
عَثرَاتٍ في مشيتي وانكِسَارَا
///
وَغيَابَ الأفرَاحِ عني سريعَاً
وصدودَاً من صُحْبَتِي واندحَارَا
///
آَهِ كَمْ أشكُو وحدَتي وانطُوَائِي
آَهَ مَا أَقْسَى خِلْوَتِي وَالدَّارَا