يومَ ميلادي
زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا
يُقالُ أنَّ غداً يومُ ميلادي .
حينَ وُلِدْتُ
كانَ بانتظاري شيئان
الموتُ و الخلود .
حينَ وُلِدْتُ
لمْ يكنْ على رأسيّ ريشةٌ
لذلك لم و لن أكون الوحيدُ الذي ينتظرُهُ هذانِ الشيئان .
كلُّ المولودينَ في العالمِ ينتظهرُهُم ذلك .
الموتُ سيلتقي بنا حتما ،
أما الخلودُ فإنّنا لنْ نراهُ مطلقاً و إنْ كانَ ينتظرُنا .
هكذا هي الحياةُ موتٌ أو خلود .
نهربُ منَ الموتِ الذي ينتظرُنا
فاغراً فمَهُ كحوتٍ ليبتلعنا متى شاءَ
و نركضُ وراءَ الخلود ِالذي لا يفتحُ فكهُ إلا نادرا .
تقولُ إحدى التقويماتُ أنَّ كلَّ انسانٍ
يموتُ في يومٍ مشابه ليومِ ولادتِه ،
ما يختلفُ هو العامُ أو السنة فقط .
و لأنّي لا أعرفُ يومَ ميلادي
فإنّي لا أعرفُ يومَ مماتي .
أو لعل اليومَ الذي مُتُّ فيهِ قد مضى
دونَ أنْ أعرفَه .
هل يعرفُ أحدٌ منكم أيها الأصحابُ الطيبونَ
في أيِّ يومٍ مُتُّ ؟