يا صحبة الدار
مختار اسماعيل بكير | مصر
يا صحبة البيت إن الدهر قد دارا
رمى بسهمٍ ثنايا القلب واختارا
///
أنَّتْ على بعدنا في الدار أسقفه
فأحزنت كل ركنٍ قاسَمَ الدارا
///
وراح يذرف بابُ البيت أدمُعَه
بمقبضٍ أشعلوا في جِيده النارا
///
وأعلنت حزنها في الدار نافذة
كانت تخبِّر قلبَ الشمس أسرارا
///
واختارت الأرض وجه السقف تسكنه
يا ويحها أطفأت في السقف أنوارا
///
ولاح عطرُ حبيبٍ كنتُ أسكُنُه
يُقَطِّعُ القلبَ مكلوماً ومنهارا
///
ورحتُ نحو جدار البيت أسأله
أين الحبيب الذي ما خلته جارا؟
///
أين ابتسامة وجهٍ كان يملأنا
نوراً يَلُوُحُ لنا شمساً وأقمارا
///
ولؤلؤاتُ فمٍ إن ما بدت خطفت
نبض القلوب ، فكان اللحظ إعصارا
///
وليلها قد بدا غربيب جمَّلها
يهدي خيوطاً له تنساب أوتارا
///
عينان فيهما ليلٌ وشمس ضحىً
سبحان من كمَّل الضدين آثارا
///
إذا أطلت بثغرٍ زان ضحكتها
ألقت على مهجتي للعشق أسوارا
///
وسيف نظرتها إن أطرقت خجلاً
يعلو عجيباً بعيد الشأو بتارا
///
سقطتُ في بحرها اللجي معتقداً
أني مسكت بها والوجد قد ثارا
///
لكنها قبضةٌ للماء راودها
بعض الخيال لنا في الحب قد زارا
///
راحت عن الدار مَنْ كانت تجمله
تضمد الجرح من نزفٍ وإن غارا
///
يزداد صوت نحيبٍ من جوانبها
يُقَطِّعُ الحزن أوصالاً وأسبارا
///
ويستبدُ خرير الدمع أعينها
ويلتقي الدمع بعد الدمع أخوارا
///
أبكي عليكِ بكاء العاشق الوله
ويترك الدمع في الخدين آثارا
///
أبكي عليكِ وكل العاشقين معي
ويُبحِرُ الهم في عينيَّ إبحارا
///
أبكي عليكِ ونار الدمع تحرقني
صارت دموعك بعد السجن أحرارا
///
وتهتك السِتر آهاتٌ بها وجعٌ
كأنهنَّ ملأن العمر أوزارا
///
يا أيها الصبر إنَّ الشوق يقتلني
لا تعطني إن بكيت اليوم صبارا
///
كل الأحبة حرّاسٌ لسيدتي
سيغفر الحب آثارا وآصارا
///
حتى اللقاء بكل الحالمين بهم
سأزرع الحب أشجاراً وأزهارا