في انتظار فارس
إسماعيل حقي الجنابي | العراق
قلــــــقاً أسح ُّ الرّيحَ وهـــي تمايل ُ |
وأعــــلّق ُ النّجوى الذّرى وأطــاولُ |
متـــوكئا قلبي ، أدقُّ على المــدى |
أحـــــلامه بالصّمت ِ وهـي شواغل ُ |
ومعـــــلقاً كبدي الرّماح ومغنمي |
مـــن كلِّ طرد ٍ فــــي هوايَ مقاتل ُ |
مستوحش ٌودمي السّرابُ ومهرتي |
ظمأى ، وأسـراب ُ الغيوم ِ مواحل ُ |
متأزراً كفني أطـــــوفُ على الملا |
باباً فـــــباباً أتّقــــي وأســــائل ُ |
علق بكف الريح البس اضلعي |
بـُرْدا ًولي مما اذود شمـائل ُ |
موســــومة عيناي في لجج المدى |
وشذا المـــواسم بالفصول كــواحل ُ |
أصبو إلى عينيك من خلل الضنى |
يوما تبـــسّمُ لي ويزهو الســـاحل ُ |
مقــــل ٌ محطات ُ تـــرف ّ خيامها |
بهوى السّــــراة فــكل ركب نازل ُ |
مــــازال يمضغني الحنين ، وأتّقي |
تَلـــَفي وقلبي في هواك مشـــاعل ُ |
لهفــــي قديم ٌ في هـــــواك ِ وربما |
فضـــح الحــــداة تعللي وتساءلوا |
ذبــــلت مراسيل الــــغرام ِ وشاقها |
لـــيل ُ الصدود وذاب بدر ٌ ناحل ُ |
يا طالــــعا قمرا بليل قصـــــائدي |
يا أول الــــرّايات ، أنت القـــائل ُ |
جـــــلدي شفاه ٌ ، عبرة ٌ أضمرتها |
أدري ، بلى وأبيك أنـــــت الكافل ُ |
ولقد سعى النّهران حذوك في الظما |
وزهـــت فنارات ورف َّ الســاحل ُ |
نــــامت لديك الرّيــــــح آمنة الحمى |
وأتى الــــزّمان إليك وهو الــرّاحل ُ |
فســــقيت مــن ري ّ الجوانح دمـنة ً |
رمْضاء ، أجهـــدها الخيال الخاذل ُ |
مِزّنا رهيات الصّدور ، مواطــرا |
فــمواسم النّـــعمة سحاب هاطـل ُ |
وربى ً كمن جدل الرّبيع َ جداولا |
وجنى ً دنيّــات القطــوف نوازل ُ |
بـــحر مـــن الكرم النّبيل سكــبته |
ومـــروءة عرباء فـــيك تطاول ُ |
عـــقدت لرايتــك النّجوم مـجــرة |
وَرَنَت ْ شموس ٌ من سماك روافل ُ |
بيني وبينك مــــن عهود ومــودّة ٍ |
عــــهد دم ودما الثّقاة أواهــل ُ |
جــــــهد الصبابة أن تراق مدامع ٌ |
حـــرّى ، على خد ِّ دم ٍ وتسايلُ |
يا مــــوكلا مقل الصّبايا بالــــنّدى |
أحـــلى الكـلام وصمتـهن خلاخـل ُ |
أنفقت ُ عمري اُنشد النّجوى رضا |
ك َ ومــا أزال وبي عــطاء ٌ باذل ُ |
مـــولاي أخلفني الشباب وعــوده |
عمرا وعمري ما يزال يحاول ُ |
عَلَقَ النّهار بلمتي ، ومضت ْ سدى ً |
غمـراتي النــشوى ..وهن َّ أوائل ُ |
يا كـــافلا زمـــنا تجشـــمه العـــنا |
كــل الــفصول وغيلـهن َّ مواحل ُ |
ياعدل هذي الارض لو مالت بها |
كل ُّ العدول ، فعدل حلمك فاصل ُ |
يا عــالي الرّايات في كبــد السّما |
وذرى الخـــوافق دونه تتـــمايل ُ |
فوحق ِّ مبسمك الشّريف وضوءه |
وهـــواك يطفح بالطـلي ويداول ُ |
فــلأنك المولى لخير ارومة |
و ولأنك النجل الأرومُ الباسل |