يقظة المفاجئ في “نشيد الطيور الهائمة” للشاعر رحال خديد
د. خالد رطيل | أديب وناقد
رحال مبارك خديد شاعر مغربي متميز، ذو حضور بهي حي متجدد، يأخذك بلغته التي تلج مباشرة إلى المعنى الحقيقي، في صياغة تجدد نفسها في كل جملة، وتعيد إلى أذهاننا صورة الأشعار العالمية سهولة ويسراً، فهو بحق ينشد شعره في حضرة الطيور، يظلله حنينها إلى أوبة أخيرة بين يديه، بعد رحلة طويلة لتحط رحالها على أنغام كلماته، وموسيقى مفرداته.
يفاجئنا الشاعر (رحال خديد) في ديوانه (نشيد الطيور الهائمة)(1)بثنائية تتسم بالتضاد ما بين النشيد الذي يوحي بالبهجة والحبور، وبين الطيور الهائمة التي تشعرنا بمدى ما هي فيه من التشرد والتغرب، تلك الثنائية هي ما بنى عليها تجربته في محاولة شديدة الكلفة في إعادة تشكيل الواقع الذي جعل الطيور هكذا تظل هائمة لا يقر لها قرار، ولا تستكين على حال، وقد كان لتجربة (رحال خديد) صدى من نوع آخر حيث يضع للقارئ الشيء وضده، الحياة والرحيل، الواقع والمقام، الرغبة والهجران، ونظن أنه قد استطاع أن يعالج هذا التضاد من خلال شمولية تجربته ما بين الإنسانية والذاتية، والارتباط الذي وضح لنا أنه فاز في النهاية على رغبة الرحيل التي تمثل لكل إنسان خلاصاً مؤقتاً ولكنها تظل تواجه صاحبها بعقدة التقصير والعجز.
يوحي العنوان بوعد يكمن داخل الكلمات بنشيد ينتظره الجميع، ذلك الوعد الذي يراود الشاعر في كل لحظة وحرف يخطه، فهو يحمل هماً ذاتياً لا يشاركه فيه أحد، هذا الهم هو كونه المترع بكل أنواع الأزمات النفسية والأخلاقية، وتأتي كلماته وتعابيره كلها تصب في بوتقة هذه الأزمة التي عبأ (رحال خديد) من أجلها كل جيوشه وعتاده.
يتراءى لنا أن (رحال خديد) يدلج مداخل جانبية شديدة الخصوصية إلى الشعر الحداثي، حيث نراه يصنع ثوباً من العشق يتسجى به وهو يلج هذا الواقع المبتور من الفرح والبهجة، وتعتصره أحزان لا تنفك تغادر مكانه، ولا تمنحه فسحة للهروب، حتى الأحلام تتصيده بفخاخها المدببة، وتثير طريقه بكثير من المراقبة الليلية حيث الظلمة تنسج خيوطها، والبحر يتصيده بأمواجه الهادرة، والطيور تصنع حوله حلقات الفزع والهلع:
هذا الطفل عائد من سفر طويل
وحيدان.. أنا والقمر
والغيم يطاردنا
وبوم الليل ينشر فخاخه
على قارعة الطريق
يعاندنا.
تلك الضبابية الموحشة، والليالي المتشابكة طولاً وعرضاً تنبئ ها هنا أن حالة من تشرد الخطو، وانفلات القصد يسيطر على الشاعر، ويجعله يفضي إلى نفسه يفتشها ويحاورها كثيراً في لحظة من محاولة الانشغال عن مخاوف الطريق، وعثرات الأقدام، وهو لا يسلّم نفسه كذلك لتلك المخاوف، ولا ينهي خطاه عامداً أن يتخلى؛ بل يستشرف مفازة أخرى من مفاوز النفس ليحفز الشوق إلى مقصد خطاه، وما تعنيه رحلته من معنى، ذلك المعنى الذي يتمثل في محاولة الحياة وحسب:
أشعلت مشكاة الشوق
لأحس أني لا أزال أحيا
رغم بعد السواقي.
محاولة الحياة عند (رحال خديد) لا تعني مجرد الحياة كما يفهم من مفردات هذا المعنى؛ بل تعني مكابدة الحياة نفسها من أجل خلق ممر آمن لتلك الخطا الواهنة المتعثرة، فالحياة عنده ليس معناها الوجود على ظهر الأرض بقدر ما تعنيه من الصبر على المحاولة، ومجاهدة الخطا، واستشراف مزيد من الخطوات التالية والتي قد تكون منحى آخر للحياة تتشكل فيه أحوال أخرى للبقاء، يقول في قصيدة «وحشة»:
من أين آتيك بالحلم الوردي
يا روحي الهائمة
مسكون أنا بقيد الزهد
بآلام الرهبة
بسراب الغربة.
وهنا يتشكل لدى الشاعر وجهة جديدة من وجوه الحياة، حيث يقيم وزناً آخر لمعنى الحياة التي يختزنها في قصيدة من قصائده، أو جملة منثورة هنا أو هناك من خلال خواطره التي لا يفطن لها أحد، ف (رحال خديد) هنا بالذات أعطى صورة حية ممهورة بختمه للحياة، حيث إنها لا تنبني على الحلم وحده، ولا على المعاناة وحدها؛ بل هي مزيج من أشكال عدة من ألوانها الوردية والضبابية، وارتباطه بالحياة ووحشته فيها، ومن هنا فنحن نعتبره شاعراً ذاتياً موضوعياً في الوقت نفسه، حيث استطاع أن يعبّر عن نفسه وعن الحياة في آن واحد، أو عن الكون بما فيه، ومزج بين التعبير والتفسير في قصائده، كما يقول صلاح عبد الصبور: «وفضلاً عن ذلك فإن الفن ليس تعبيراً فحسب؛ ولكنه تفسير أيضاً»(1) وهذا التفسير بمعناه الحقيقي يعد حياة أخرى بجانب تلك الحياة التي هو بصدد الإخبار عنها، وشرح ما يلقى منها من تعثر وزيف، وهو بهذا يعد الكل بحياة تمتزج بها العثرة والقدرة على تجاوزها، والكبوة واحتمال صدمتها، ومن هنا تتخطى النفس تلك الحياة التي يحياها الإنسان العادي على صورة واحدة إلى حياة تتشكل وتتخلق منها حيوات أخر:
لماذا نركب جناح الريح
ولا مرفأ في الأفق ينتظرنا
لا نشيد يستقر في حلق عصافير طريدة
فمن يؤنس بلحن الصفاء حلمنا
وحدنا نمسك دفة السفين
وحدنا نملك سر الموج المتقلب.
مهما تتفلت الريح من أيدينا، وتهاجر الأناشيد بعيداً عن حلوقنا، فإننا وحدنا نقدر أن نصنع عالماً يسع أرواحنا، ومستقراً لا يضيق بحلمنا، ونستطيع أيضاً أن نمسك مقود الحياة المتقلبة، ونوجّه دفتها حيثما نريد، تلك هي صنعة (رحال خديد) الذي لم يرتض السكون إلى واقع مرير لا تحتمله روحه الشاعرة، وليس في إمكانه أن يتعايش وحيداً في هذا الضجيج المرعب، وهنا نجده يحدث ما نطلق عليه بالعزوف القهري عما تأباه الروح، وتمله النفس، وهذا العزوف يولّده الملل من الحياة ذاتها، والخضوع بغير تحفظ للامحدود(3) وهذه الحالة هي تصوف نفسي بحت يتخذه الشاعر خلاصاً من واقع ما، وفراراً إلى عالم آخر يجد فيه ما افتقده هناك، يقول في نص« لربيع قادم»:
ربما ليس هذا يوماً زمني
ولا حلماً يراود غدي
لذا ها أنا أمشي
بعيداً عن أسواقكم
بعيداً عن أبواقكم
لا زاد في جرابي
لا ثمر أرتضيه من نخلكم.
يتمحور التصوف النفسي في تجربة (رحال خديد) من خلال انتهاجه سبيلاً يشبه سبيل الصوفي الذي نزع نفسه عن العالم، وترك خلفه كل بهرج الدنيا وسوءاتها، فالصوفي لا زاد له، وكذا هو، ولا يرتضي من دنيا الناس ثمراً ولا سوقاً، إذن هي رحلة فرضتها عليه هرمونية الشعر، وذاتية التفرد الروحي الذي لا يجد نفسه بين سفاسف الأمور، وتفاهات العالم، فهو يخاطب نفسه كل يوم:
كل يوم
يراودك الرحيل بعيداً
عن قبائل تبيع عرضها
في سوق المهانات
تسجن أفراسها
في غياهب الضياع.
إنه يقف هنا موقفاً مغايراً لطلاب الدنيا والحياة، فالحياة عنده لا تساوي متاعاً ورغبة في الحياة لمجرد الحياة؛ بل إنها أكبر من ذلك، فهي العزة والكرامة والعيش كيفما يريد، والعلاقة بينه وبين الحياة من جانب، وبينه وبين الناس من جانب آخر لا تنبني على مجرد أن تصحو كل يوم على متشابهات تفرض نفسها في تفاصيل الحياة، برغم أنه يحاول تحاشيها في كل يوم، لكنها هكذا، وهكذا يرتضيها الناس فهو لا يقدر أن يقيم على هذا الملل والتكرار، ولكنه لا يرحل بعيداً إلا بعد محاولات عدة لتغيير هذا الملل والتكرار، ومحاولة إيجاد بديل آخر لهذه المعضلة، فهو في النهاية شاعر، والشاعر لا يهرب إلا إذا انسدت منافذ الأمور واستحالت طرائق تغييرها، تماماً كما يقول صلاح عبد الصبور: «إن الفلاسفة والأنبياء والشعراء ينظرون إلى الحياة في وجهها لا في قفاها، وينظرون إليها ككل لا كشزرات متفرقة في أيام وساعات، ومن هنا فإن همومهم يختلط فيها الميتافيزيقيا والواقع والموت والحياة والفكر والحلم»(4).
تحتدم العلاقة بينه وبين العالم في صورة تستعصي على كليهما، ومن هنا يبرأ الشاعر من تبعات الموقف برمته، ويحمّل الكون بمن فيه كل المسئولية، ليخرج بعدها كفافاً لا له ولا عليه، وما عليه ساعتئذ إلا أن يضع حجراً في الماء لينتبه الجميع إلى مسئوليته:
هنا تنتهي الحكاية
لم يعد للورد من يحمله
بعناق الطفولة
لم يعد للعصافير شباك
يُفتح ببسمة الحوريات
ينشر دفء العشق
في سحر الأمسيات.
أصبحت ذاته تجادل ذاته، وتقيم معارك تتسم بالخصوصية والاستسرار، فلأنه لم يجد من يحمل الورد وينشر دفء الحب، ولا من يفتح قلبه لهذه الحياة بشكل يليق بإنسانيته، ويعترف على نفسه بالتقصير فهو يلقي تلك الجدالية الذاتية في صورة من صور جلد الذات، واعتصار الروح على ما هو مقدم عليه من الهجران والرحيل، كل هذا حدث، وليس بيده صرف ولا نصر بعد أن رأى كل شيء يستعد للرحيل، ويترك الأرض والكون هكذا بلا عائل ولا مقيم، إنها مرارة أخرى يتذوّقها على هذا النحو حتى حينما أزمع الرحيل عنهم لعلّهم يعيدون رسم الواقع من زاوية أخرى تساعد في تخفيف وطأته، وتحسين صورته، لكن الجميع يزمع هذا الرحيل ليدعوا كل شيء يصارع الموت والفناء، يقول في نص «في زمن القحط»:
يا صديقي
هذه نوارسنا
فوق سطح البحر
تعاند أمواجه الهادرة
وهذه غيمتنا
في زمن القحط
تائهة حائرة.
ولأن الشاعر صاحب روح صادقة، ونفس تواقة للحب والعرفان، فهي لا تستقيم وجهتها في واقع مثل هذا، واقع يعج بالكذب والنفاق، وتملؤه التفاهات والسخافات، لذا كان ضرورياً أن يقيم مأدبة للتصالح والتفاهم، وأن يحاول قبل الرحيل إيجاد مخرج لمأزق الواقع لكنه لم يفلح، فالأمر جدّ خطير، والإصلاح مستعصٍ بين قوم استُعبدوا لهذه الحياة الكاذبة، فكل ما في الأرجاء لا يوحي بشيء؛ بل ينذر بالانفجار والانصهار:
ها أنت ترى يا صديقي
نواصي الكذب
تنمو في كل مكان
تبيع كلمات شيوخ فجار
لعبيد استكانوا لتمائم التدجين
وظنوا أنهم أحرار.
الشاعر في حقيقته مصلح، ويرغب دوماً في التغيير إلى الأصلح، لذا فهو في جدال متواصل مع الحياة والناس لتوصيل الرسالة الإنسانية التي يبتغي أن تسود، والتي لا بدّ أن يجهد نفسه من أجلها حتى لو كلفه ذلك أن يرحل هو وهم يقيمون، فهو لا يقدر أن يعيش بمعزل عنهم برغم أنه بعيد عنهم، وإلا فإن رسالته العظيمة للناس والكون ستكون في مهب الريح:
سأرمي خميلة تستر عورات هذا الخراب
لتمر طيور لم تعد أجنحتها
تقوى على صعود الأعالي
لم تعد حناجرها تحسن النشيد.
ودائماً ما يكون هنالك مخرج، وأثر ولو يسير لتلك الرسالة الصادقة، وحينها لا تستطيع طيور الظلام أن تجرح هذا السلام والسكون، وعليها إذن أن تجنح لهذا السلام النفسي الذي جاهد من أجله هذه النفس الأبية الشاعرة، الراغبة في بناء جديد، وإحياء آخر لما مات من الحياة، يقول في نص «يوم آخر»:
يوم آخر
حلم آخر
وتغرد الطيور العائدة من غربتها
نشيداً من بحر الأحزان
يوقظ نبض العاشقين
ينشر سر طفولة
تاهت في مدارك العاقلين
وسراب السنين.
يطلق وعداً حتمياً لانفراج هذه الأزمة التي اشتبكت فيها ومعها روح الشاعر، وانقادت إليها مفردات الحياة رغماً عنها، وسيطرت ضبابيتها على المشهد كله، ولكنه يستطيع في النهاية أن يعدنا بما في مقدوره بعد هذا النأي والتعب أنه وإن كان قد نوى الرحيل والهجر إلا أنه جزء وفرد من هذه الطيور التي- رغم قسوة الأجواء- لا زالت تغرد، وتسكن في قلب الضباب لتشيع فيه بعض الفرح والبهجة، وكأنها جاءت لتغرد له خاصة، وتبعث له برسالة على وجه السرعة مفادها أن الكون ليس إلا شعوراً إنسانياً يتشكل حسبما تتصوره الروح، وكيفما ترسمه الذاكرة، وهنا يضطر الشاعر أن يتجه اتجاهاً جمعياً، ويضع نفسه محلاً للكون والناس، يفرح بفرحهم، ويبتهج لما يبهجهم، محدثاً تغييراً جذرياً في رؤيتهم للكون، وكيفية الولوج إليه، إنها حالة إنسانية سامية لا تتأتى إلا للشاعر وحسب، لأنه به ترقى المشاعر، وتتنامى حيثيات الارتباط الكوني، بما يحمله من رسالة تحمل في طياتها هوية الكون كله من بشره ومخلوقاته الأخر، فهو كالبحر يمد الكل بمائه ونسيمه، ويحتوي أحلام الجميع:
تأتي بي الغربة إليك
لا تكلّ
لا تملّ.
وفي لحظة من لحظات التشوّف إلى المصارحة والارتباط الحميمي بهذا الكون، حتى إنه ليهب عمره ليكون لوحاً تذكارياً تتسطر عليه ألوان كثيرة من اعترافاته التي جاءت عن غير اتهام، فنراه يتوجه إلى الكون بهذا الاعتراف:
جئت أنشر اعترافي
وأكتب في ألواح عمري
أن عينيك أوطاني
في محرابهما تطهر أحزاني.
إن (رحال خديد) يعطينا صورة مثالية للشاعر الإنسان الذي تسوّر حدود الزمان والمكان ليبني وجهاً آخر لواقع معاش، وينقش في قلب الصخر مرايا كثيرة تعيد تشكيل السطح، ووسمه بما يحاوله هو لا كما يراه الآخرون، ولم تثنه الحالكات والظروف من أن يدع الأمور تسير هكذا دون راع،بل استطاع أن يشكل تجربة ذاتية تنبعث من ارتباطه الوثيق بعالمه الذي يحتاجه، ومن ثم يعود حاملاً كل قواه ليعيد ارتباطه وحميميته بالناس والكون، فهو يرسم لنا صورة فارعة للشاعر الذي لم تلهه الدنيا، ولا الأنثى بغوايتها، فقد خلا ديوانه من أشكال كثيرة مما تملأ الصفحات الكثيرة عن اللوعة والحب، ولم يشغله حاله كذلك عما رصد نفسه له من تلك الرسالة السامية، فقد واجه نفسه بكونه شاعراً، وبين كونه يعيش في عالم محبط بكل المقاييس، يدعو إلى الانسحاب، ولكنه آثر أن يعيد تشكيل الواقع الذي يجد نفسه مرتبطاً به أيما ارتباط، ليعيش حياته بين كر وفر، وتلك هي سمة الحياة التي يرغب فيها الشاعر لكونه شاعراً، ولكونه إنساناً تؤرقه تفاصيل الحياة المريرة، لهذا ينشئ لها ديواناً خاصاً يعبر من خلاله إلى تلك الصور التي تؤرق ضميره وضمير الكون فيمحو بكفه الرقيق كل علامات البؤس والحرمان، إنها يقظة الحياة التي استعاد بها شاعرنا أمنيات عصيات، وأشرف بنفسه على تنفيذها على هذا النحو.
تجربة شعرية متميزة وراقية، لم تعتمد على المباشرة المسفّة، ولا الغموض المبهم؛ بل قاربت وسدّدت ونبهت وأثمرت.
نشيد الطيور الهائمة تغريدة جاءت على نسق من الشعر يذكرنا برقائق الشعر العالمي الذي يستبيك بسهولته ورقته، ودعوته لحياة تلائم إنسانيتك، وتقر بأحقيتك لأن تقيم فيها طائراً يغرد على أي نبع، ويعشق كيفما اتفق، لذا كنا في صحبة نشيد أثير يخط لنا شكلاً ملائماً للحياة، وسرداً يصنع من المفردات حياة
الإحالات
(1) نشيد الطيور المهاجرة : شعر: رحال مبارك خديد- ط الأولى- 2020م.
(2) حياتي في الشعر: صلاح عبد الصبور: الهيئة المصرية العامة للكتاب- 1993م- ص53.
(3) التصوف النفسي: د/عامر النجار- دار المعارف- القاهرة- ط الأولى- 1984م- ص369.
(4) حياتي في الشعر ص104.