سوالف حريم.. الدكتور المزيف
حلوة زحايكة | فلسطين
لفت انتباهي أشخاص يكتبون أمام أسمائهم “الدكتور” وإذا تواضع أحدهم فإنه يكتب”د.”، ومع معرفتي اليقينية المسبقة بأنّ بعضهم لم يدرس شيئا بعد أن أنهى الثانوية العامة”التوجيهي”، في حين أن البعض منهم حصل على الشهادة الجامعية الأولى من إحدى جامعاتنا المحلية، وهذا يعني أنه اشترى شهادة الأستاذية “الدكتوراة” من إحدى مكاتب التزييف، أو من جامعة غير معترف فيها في بلادها الأصلية، لكن هذا “الدكتور المزيف” يبالغ في الزّهو بنفسه، وليعوّض ما في نفسه من نقص فإنه يعرف على نفسه دائما “بالدكتور”، ويُخرج الكلمات من بين شفتيه بصعوبة وبصوت منخفض، ويرتدي بدلة مع ربطة عنق في عزّ الصيف، ظنّا منه بأنّ البدلة وربطة العنق من مميّزات” الأساتذة “الدّكاترة”، في حين أنّ من يحملون شهادة الأستاذية بحق وحقيقة، وحصلوا على شهاداتهم بكدّهم وبجهدهم، متواضعون بشكل كبير، ويعرّفون على أسمائهم دون اللقب الجامعي، ولا يرتدون البدلات وربطات العنق إلا في المناسبات الرسمية، وفي وقت يكون الجوّ فيها معتدلا.
فغفرانك ربي على ما يدّعون.