عباس المكاوي يعدّ أسماء الآلهة

رياض العمري | تونس

لما عم الطوفان سحب نوح طرف ما خلقت يداه إلى الماء عندها استوت قامة الرحلة بطولها في المستقبل، بعدما جابت السفينة عمق الزمن، خرج عباس المكاوي يبحث عن صديقه الأخضر إبن يوسف في الطرف الآخر من الجانب الذي سمي في المابعد ميناء السفينة الموشحة بخلق نوح.

أخذت عباس المكاوي إغفاءة خفيفة حين خرج الأخضر يستنشق رائحة ثرى المطر مسكوبة من أوراق السماء الموشحة بعبق الأزل و رائحة الله الذي أخذ على عاتقه مسألة العرش.

نجت الجبال من الرسالة وحملها آدم بأوبئتها وحفر في حقيقتها.

لاك آدم الأساطير والخرافة ونزرا من الحقيقة ثم مزجها بألوان استقاها من الطبيعة، من طين الجبل و زرقة البحر و تساءل.

لما حط عباس المكاوي ابني قرب سيكا فنيريا ماذا كان يسعى؟

خاطبه الأخضر إبن يوسف قال:

كنت معه في الأربس جلس حولنا عبد القادر حلم قولاب وبغداد الرشيد وأبو العتاهية.

كنا نفترش غيمة حين دار المجلس عن الكورونا والمتشابهات.

“أين القرون الماضية تركوا المنازل خالية”

بيزنطة والإقطاع و فلورنسا.

على هذي الأرض امتصت الملاريا و أنفلونزا الطيور انتماءات كثيرة، هلك جمع غفير و كان العُزَّل ينتحبون في وجه الشمس و السنابل

تجن السعادة في مخادع الملك و تتثاءب على شواطىء الرمال،ِ تركب سيارات فاخرة و تسافر إلى ملقا وقسطنطينية.

عن منامه يتحدث عباس المكاوي يعد أسماء الآلهة ومياه رباح تجري في سهل الأربس.

هل للوباء مستقبل؟

يتكأ على صاحبه الأخضر و يوشوش:

سننجوا و تسحق الأسوار

سرق منا الربيع

لنا التل والزعفران

على الأرجح هناك في مكان بعيد

أشخاص ذوي بدلات رمادية

يصنعون ملاريا و كوليرا

من طلوع الشمس إلى آخر النهار

و في الليل خرجت كورونا من طلقة أيديهم

كما يصنع النحل العسل وتنسج العناكب الشباك

كما تصنع الحروب الأرامل

فينوس يا صاحب السنابل

و صديق السهول

فينوس أكرم علينا خطاك الرصينة

أخبر ديارك يهبوا جميعا

يفكوا الخناق

***

 

وقف عباس في وجه الشمس النحاسي

جالت في خاطره البداية مع الأب الأول

قال لصاحبه تقدمنا كثيرا في الماء

كأننا لن نغرق

تعالى نركب غيمة أخرى

____

هوامش:

عباس المكاوي: شيخ حضرة

الأخضر ابن يوسف: شخصية اخترعها الشاعر سعدي يوسف و له ديوان بعنوان الأخضر إبن يوسف و شواغله

سيكا فنيريا: الكاف

الأربس: قرية رومانية قرب الكاف

قولاب: جبل قرب مدينة الرقاب

رباح: عين ماء في الأربس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى