كيان الإنسان بين منظور الطب الغربي والطب الصيني
د. محمد حسن جعفر | مصر
خلق الله الإنسان وجعله خليفة في الأرض وجعل اختلاف الأشكال والألوان ونمط الحياة؛ الليل والنهار، الحر والبرد، والطويل القصير، السمين والنحيف، وكذا اختلاف البشر على المستويات كافة والمعرفة قاطبة والجميع عامة يصب في مصلحة الإنسان.
والاستخلاف في الأرض كما قال تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) فالاستخلاف سنة ربانية جعلها الله للإنسان وسخر له الكون من حوله في كل مكان، وكذا الطب والعلاج والمرض هناك عدة منظاير مختلفة لكيان الإنسان؛ فالإنسان ليس آلة ميكانيكية بل هو كيان متماسك في كل شيء من حيث العاطفة والجسد؛ فهو ليس مادة حجرية، بل يحتاج إلى طعام وشراب وغذاء نفسي وعاطفي حتي تتم له السعادة والاتزان فبدون هذه الأمور يشعر الإنسان باليأس .
والطب له منظار مختلف غير متضارب بين الشرق والغرب، بل كل منهما يكمل الآخر؛ فالطب الغربي ينظر للإنسان على أنه خلايا، والخلايا تخلق الأجهزة والأعضاء، ثم كيان الإنسان.
بينما الأمر مختلف في الطب الصيني فهو ينظر نظرة أخرى للإنسان فهو يراه يتكون من اعضاء وهذه الأعضاء لها خواص المادة وبها طاقة ويحدث المرض عند حدوث خلل في هذه الطاقة.
ويقوم الطب الصيني بتصنيف الأعضاء مجوفة، ومسمطة ويربط هذه الأعضاء بعضها ببعض من حيث أن الإنسان: ين أو ينج، أي ذكر وأنثى.
وقد اكتشف الصينيون شبكة الطاقة الموجودة داخل جسم الإنسان، وتبين أنها تشمل 12 قناة، وكل قناة تغذي عضو معين ويرتبط العضو الأجوف مع عضو صلب والأعضاء الصلبة مثل (القلب –غشاء القلب –الرئة – الطحال – الكبد والكلي)، بيننا الاعضاء المجوفة هي: (المعدة – الأمعاء الدقيقة – الأمعاء الغليظة – المرارة – المثانة والتجويف الثلاثي- اللسان جياوي).
بينما الطب الغربي ينظر للإنسان كجهاز حيوي مترابط معقد مثل كل الكائنات عديدة الخلايا، ويتكون من مجموعة خلايا وهي التي تمثل الوحدة الأساسية من الناحية الوظيفية. ومن الناحية التكوينية تتحد هذه الخلايا مع بعضها وتكوّن الأنسجة المختلفة والتي تكوّن بدورها الأعضاء التي تتحد وتكوّن الأجهزة وأخيرا الأجهزة للتي تكوّن الكائن الحي ومن بين هذه الأجهزة: (الجهاز العصبي – الجهاز الدوري – الجهاز التنفسي – الجهاز الهضمي).
وغيرها من الأجهزة التي تعمل جميعها كوحدة واحدة وليست كوحدة مستقلة؛ فعلى سبيل المثال فإن النشاط المكثف لبعض الأجهزة يصاحبه نشاط وتغيير في الأجهزة الأخرى فمثلا العمل العضلي يلعب دورا كبيرا في ممارسة جميع الأنشطة الرياضية ولكن هذا العمل يصاحبه زيادة في التمثيل الغذائي لإطلاق الطاقة اللازمة للعمل الميكانيكي ويصاحبه أيضا زيادة في نشاط القلب والتنفس وذلك لإمداد العضلات بالدم والأكسجين مصحوبا بزياده في النشاط الإخراجي للتخلص من الفضلات الزائده.