مَقامات صَمَدِيّة.. ما أَنا إِلّا حُروفٌ تَلْتَقي
عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدْ) .. فَرْدٌ صَمَدْ
وَ الَّذي شَقَّ النَّوى أَعْطى الْوَلَدْ
وَ الَّذي قَدْ مَـرَّ بي يُدْني السَّما
ما رَأى شَأْناً دَحـا.. إِلَّا صَـعَـدْ
وَ الَّـتي في فِكْـرَتي تَـبْـدُو كَـما
عَــالَـمٌ يَـمْـشي رُوَيْــداً لِلْـمُـرَدْ
مـا أَنــا إِلّا حُــروفٌ تَـلْـتَـقِـي
مـا أَنــا إِلّا أَنـا عَـبْـدُ الصَّـمَـدْ
يـا أَبي قَـوْمـي أَراهُـمْ تُـبَّـعاّ
قَـدْ تَـراضَـوْا جاهِـلاً حَتَّى خَلَـدْ
يـا أَبي يا نائِـماً تَـحْتَ الثَّـرى
سَوْفَ أَدْعُو سَوفَ يَجْزيكَ الْوَلَدْ
يـا أَبي يا مُعْـرِجاً حَدَّ النُّـهى
اُدْعُ لي، كُنْ ذاكِرِي عِنْدَ الصَّمَدْ
يا أَبي أَسْمَيْـتَني في جُـمْعَةٍ
جُمْـعَةٌ.. فِيها سَيَدْعُـوكَ الْأَحَدْ
مَـنْ أَنـا؟ حَـتَّى تَفِـلُّـوا مَنْ أَنـا؟
لا تَـخافُـوا مِـنْ مَـلـيءٍ بِــالْعُقَدْ
قَدْ تَنَسَّمْتُ الْهَوى كَيْفَ انْتَهَى
في دُخَـانٍ مَدَّهُ حَـبْلُ الْمَـسَدْ
ما رَأَتْ عَـيْني وُضُـوحاً أَوْ صَفا
فَاكْتَـفَتْ بي ناظِـراً رَبّـاً أَحَـدْ
قَـدْ رَمَـى نَبْـضي وَريـداً لِلْــوَرى
قـابٍـضـاً شَـأْنـاً لَنـا لَمّـا صَـعَدْ
مَــنْ رَمَــى وَرْداً لَـنا قُـلْـنا لَهُ:
خُـذْ سَـلاماً كُنْ بِبـابٍ ما انْـسَدَدْ
هـاكَ حُبّاً هـاكَ قَـلْباً إِذْ هَـمَـى
هـاكَـنا مِـنْ غَـيْرِ حَصْـرٍ أَوْ عَـدَدْ
يـا مُـقـيـماً فـي فَـراغٍ إِنَّـنـي
مِثْلُ طِفْـلٍ لحينِ يَنْسى ما وَجَـدْ
يـا مَـهيباً يا وَقُـوراً قَـدْ طَـغى
فَـادَّعَى أَنْ في حَـيـاةٍ قَدْ رَغَـدْ
يـا ضَـمـيراً لا عَـــذابٌ لا شَـقا
لا رَقـيـبٌ، لاضَـجـيجٌ، لا عُـقَـدْ
لا عِـظــاتٌ ، لا صِـفـاتٌ ، لا عُــرَى
لا أُصُـــولٌ، لا فُـــروعٌ، لا وَلَـدْ
يـا إِلٰـهـي مُـدَّ لـي عَـوْنَ السَّـما
وَاسْتَجِبْ لي أَعْطِني مافي الْجَلَدْ
لَسْـتُ أَبْـغـي غَيْـرَ مَـوْتٍ طـاهِـرٍ
تـارِكٍ إِثْـراً وَ ما يَدْعُـو الْـوَلَـدْ
يـا رَحيـماً، يا عَـظيـماً ، دُلَّ لـي
مَـوْعِـداً يَـنْـوي صَـلاةً بِالْعُـبَـدْ
لَـمْ يَــزَلْ فـيـنـا كَـثـيرٌ هــائِـمٌ
في الْأَنـا حُبّـاً وَ فِـيـنا قَدْ زَهَـدْ
لَـمْ يَسِرْ فِـينا الَّـذي فيـهِ الْهَـوى
لَـمْ نَكُنْ غَـيْـرَ الَّـذي نَـفْساً عَـبَـدٔ
لَـمْ أَقُـلْ شَيْـئاً وَ لا قَـدْ هَـمَّـني
ما ادَّعى زَيْدٌ وَ مـا عَـمْـرٌو قَـصَدْ
هَلْ رَأى الْحُبُّ الَّـتي لَيْسَتْ تَـرَى
غَـيْـرَ أَخْــذٍ وَ ادِّخــارٍ لِلْــوَلَـدْ
مَـنْ رَأى فِـعْـلاً كَــقَـوْلٍ بَـيْـنَنا
فَلْـيَـنَـلْ بِشْراً وَعَـيْـشاً فـي رَغَدْ
فَـانْـبَرى شِعْـري يَـقُـلْ لي مَـنْ أَنـا
وَ انْـجَلَى حَـقٌّ لِـكِـذْبٍ قَدْ فَـنَـدْ
فَلْـتَـسِرْ خِـفّـاً وَ ضَـعْ كُـلَّ الْـعَـنا
لَـمْ تَطُلْ غَـيْرَ النَّـوى غَـيْرَ الْبُـعَدْ
فَـلْتَكُنْ حامي الْدِّما غَـضَّ الْهَـوى
وَ لْتَـكُنْ ذاكَ الَّـذي يَفْـدي الْبَـلَدْ