في بابها الزوراء تقرأ صفحة^

مسعود محاد جعبوب | سلطنة عمان – ولاية صلالة

 

لطلول هند في العراق شواهد

ومتيم دون الرصافة قاصد

///

ضجت بأنات الفراق وكرخها

يغفو وفي عين الكراهة ساهد

///

ورسائل جفت وما في قلبها

شوق ولا جرح الصبابة ضامد

///

فغدا بناحية الفرات كأنه

مجنون ليلى أو جميل يواعد

///

والليل في وادي العراق مضرج

والكرخ في وجه الضلالة عاقد

///

وهناك في الزوراء تسقط دمعة

شجنا وتهمي والجفون شوارد

///

حتى تكاد ومرة قد اجفلت

كغزالة فوق الرمال نواهد

///

تشدو بأغنية الرعاة كأنها

فوق الرصافة والنخيل لبائد

///

حتى تكاد ومرة في جفنها

 تروى إذا جف السحاب جلامد

///

فكأنها الزوراء تهرب غيمة

ما أمطرت والليل فيها رواعد

///

من ألف عام والبلاد كأنها

تسقى أيابس ريفها وصلائد

///

في بابها الزوراء تقرأ صفحة

ما كاد فيها والعيون روامد

///

  ميلادها مثل الجبال منيعة

وحضارة في الرافدين خوالد

///

 جاؤا وإذ بالروم دون حصونها

وجحافل رجت هناك رواعد

///

جاؤوا وكلب الروم فيها كأنه

في قصره جل الملوك سواعد

///

جاؤوا كأن الموت يقذف موجها

والسيف يصدق والمنون موارد

///

 والسيف والإنجيل فيها حواكم

يوما من الإسلام فيه نجالد

///

ومنجم في غيه وضلالة

متأولا والتين فيها نواضد

///

عمورية تدنو وحان حصادها

وجليدها تحت السنابك جامد

///

والروم قد نضجت فصول حقولها

والتين في حد السيوف حواصد

///

حتى إذا قطفوا تساقط رطبها

نصرا من الله الجليل فوائد

///

وكتائب مثل الجبال زحوفها

 وخيولها حول القلاع قلائد

///

كانت بذي قار وقبل طلوعها

والليل والجهل هناك حواسد

///

فكأنها والخيل حول حصونها

تبدو كأن الحاميات طرائد

///

حتى إذا الإسلام جاء مؤذنا

وشريعة تدعو وفيها روافد

///

ما زل عن قوس الوقيعة سهمها

والعلج في جفن المخاوف راقد

///

قد كان للإسلام يوما دولة

وخلافة مثل النهار توالد

///

في كف بائعة المنون حدائق

وقصورها فوق الرماح موائد

///

حتى إذا تصحو ونصحو بغتة

وببابها وثن هناك وعابد

///

والنهر فوق الضفتين كأنه

خيل بأعناق الجبال وآمد

///

وطفلة تبدو وتحمل مصحفا

في كفها حبل هناك ومارد

///

في خيمة المنفى وليل شاتم

أخي فهيا وللجهاد نجاهد

~~~~~~~~~~

^الزوراء من أسماء بغداد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى