قراءة تحليلية لنص وجدان خضور (أسطورة الدم)

عبد اللطيف بن صغير | المغرب

قصيدة مغرقة في ذات الشاعرة تتلمس أناتها أنة أنة بل وتجري في عروقها مع دمها معانات حارقة مشتعلة مذمرة تحتويها الشاعرة في قفص صدرها قلبا يدق ويقول حرية حرية حرية إنها ضرباته مسموعة مدوية بطريقة حارقة محرقة حراقة إنها طاقة أنثوية رهيفة مغروسة في جرح غائر أحدثه عدو غاشم حينما وضع قدمه الخبيث على ثراب فلسطين الشاعرة وجدان خضور هي تلك الصرخة التي تنطقها فيروز فتزلزل النفوس بها وتقشعر الأبدان حريي وتنطقها صرخة بلهجتها اللبنانية الرائعة وجدان خضور هي الأرض المغتصبة هي الفلسطينية المغروسة في عمق ثراب فلسطين هي معاناة المنفيين في المخيمات والفلسطينيين التائهين المتشردين هي نشيد التائهين والمشردين وراء ذلك الحائط الملعون تحن أمام قصيدة إكسيرية تنهل من ذلك المعدن النفيس الذي خلقه الله سبحانه وكون به وجدان خضور هي تركيب لغوي معقد نعم هو معقد ولكن نحن عشاقها يمكننا استكناهه واستدراجه وبسطه هو تركيب يختلط بنسائم روح الشاعرة وبميسمات تركيبتها النفسية اللغوية لذلك سأكتفي بهذا القدر .

أسطورة الدم – وجدان خضور

كنت وأنا في ذروة حبي قد أشعلت
شجون النبض بلقاء ينثر عطرا في جوقة روحي وتقلّدت سواسن ما فاض بزرعي المرهف دوزنت الغضب الآتي بالدرب أشجان يعزفها ناي دمي وصهيل الجبل الرابض يصدح سلاما يا ايائل مضطهدين سلاما يا بلابل منفيين ..

بذهولٍ أَقصى هدوئي ما جاشت فيه أنغام الاحلام ..

لملمت بأجاج الارض اشلائي المتناثرة في عضدٍ وهميّ لملمت بيدٍ دهشاتي المشطورة نصفين وسحبت طيور الغيم بنسغ كلامي من ظلمتهم سقط النصيف عن رأس عروبتهم ويدي الأخرى على جرحي الأعمق تنادم ما استوحش بمخيم شغفي..

وحيدا يبايعني جمر الغضى منذ احتطابه من غابات دمي حين تقدم قابيل بسفكه في ليل سقط في التيه دون دويّ..

تشظى غيم وقطاف وذرفات من صرخات عصفت بغصون الدم يا صوت الهمّ الصابئ إني والبحر الهادر إقدامي نتلألأ بمحار مراسينا بين كدر وأدران سوانا
الياذة دمي نضحت ..
والحجر رهام يترى وبرغبتها تعانق الأرض شهوة ضوئي
نضح دمي بالإعصار ..إني قد هيأت بياض ثيابي وقوافل مثقلة بمديحي جهزت لعرسي وحملت دمي عربونا ليوم لا يجحدني ..جهزت لمحكمة تنصفني
واهتز عصب خصيمي
تضرج خافقهم بالروع من نشيدي..
إني من الغوغاء إلى عصفي نظمت اشتعالي
بتضاريس نشئي وبحب يخفق …
من دفق مساري تسربلت النور..
فصار عزيز غداتي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى