مقتطف من قصة ” النملة “

عبد الهادي شلا | كندا

استجمع قوته واتجه نحو النافذة.. فتح أبوابها فامتلأت الغرفة بالنور وخرجت رائحة العفن الذي عشعش فيها بينما هو يمد بصره نحو الأفق البعيد يستحضر صورا كانت تسكن خياله وما كان له أن يتأملها وهو ملقى على أرض الغرفة العفنة ولا كان له أن يستشعر جمالها بينما هو بين جدرانها الباردة و سقف كان مسرحا لسرب من النمل!!

عند باب الغرفة الذي فتحه ليعم النور كل أرجاء الغرفة الضيقة العفنة كانت “نملة” صغيرة تروح و تجيء تقطع مسافة صغيرة ثم تعود إلى نقطة البداية..

تأملها وكادت يده تمتد لتحملها لكنه لا يدري أين يضعها فلا يوجد أسراب نمل حولها ولا ثقوب صغيرة يمكن أن تكون بيتها الذي ضلت الطريق إليه..

تأملها جيدا..أخذ نفسا عميقا وهو يعود إلى الغرفة التي ضجت بالفوضى ..شمر عن ساعدية وبدأ حملة تنظيف وإعادة ترتيب لكل هذه الفوضى التي ألفها وعاش بها و معها زمنا و أيقن أن النملة وهي المخلوق الضعيف قد كان في سلوكها درسا لن ينساه.!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى