أدب

شاهد واستمع واقرأ قصيدة في موكب الذكرى

شعر : د. جمال مرسي

إِذَا مَـا جِـئتُ كـي أَرثِيكَ ، جَفَّتْ
عَــلَـى شَـفَـتَـيَّ حَــبَّـاتُ الـكَـلَامِ

***
كَــأنِّـي لَـــم أَكُـــن لِـلـشِّعرِ أَهــلًا
أَوَ اْنَّ الـشِّعرَ أَمـعَنَ فِي الخِصَامِ

***
أَقُــولُ أَيَــا حَـبِـيبِي : ذَا حَـبِيبِي
أَمَــا تَــدرِي بِـمَـا بِـي مِـن ضِـرَامِ

***
أَتَـتْـرُكُـنِي وَحِــيـدًا فِـــي مَـقَـامٍ
تَــرَبَّــعَ فِــيــهِ عُــلْــوُيُّ الــمَـقُـامِ

***
أُدَوِّنُ فِــيـهِ مَـــا يَــسـرِي بِـقَـلبٍ
تَــــذَوَّقَ بَــعـدَهُ كَـــأسَ الــظَّـلَامِ

***
وكُـنـتُ إِذَا ظَـمِـئْتُ رَوَى فُـؤَادِي
شَـــذَا سَـلْـسَـالِهِ رَغـــمَ الـسَّـقَـامِ

***
وكَــانَ الـجُـودُ يَـقطُرُ مِـن يَـدَيْهِ
كَــمَــا تَــنـثَـالُ زَخَّـــاتُ الـغَـمَـامِ

***
فَـلَـم يُـغـلِقْ بِـوَجـهِ الـخَـيرِ بَـابًـا
فَـطُـوبَـى لِـلـكَـرِيمِ اْبــنِ الـكِـرَامِ

***
مَـضَـى نَـحوَ الـعُلَا مَـرفُوعَ هَـامٍ
وشَــقَّ طَـرِيـقَهُ وهْـوَ الـعِصَامِي

***
وتَــحـتَ ضُـلُـوعِـهِ قُــرآنُ رَبِّــي
وسُــنَّـةُ سَــيِّـدِ الـدُّنـيَا ، إِمَـامِـي

***
أُفِيقُ ، وصَوتُ مَن تَهوَاهُ رُوحِي
ِبِــنُــورِ الآيِ يَــهــدِلُ كَـالـحَـمَـام

***
فَـيُـوقِظُ قَـلبِيَ الـغَافِي بِـصَدرِي
ويَــمـلَأُ طُــهـرُهُ نِـيـلَ اْبـتِـسَامِي

***
يُــبَــشِّـرُنِـي بِــجَــنَّـاتٍ تَـــزَيَّــتْ
بِــثَـوْبٍ زَانَـــهُ حَــسـنُ الـخِـتَـامِ

***
أَرَى كُــلَّ الـخَـلَائِقِ مِــن وَرَائِــي
وكَـــانَ بِــنُـورِهِ يَـمـشِي أَمَـامِـي

***
أرَى فِـي وَجهِ “طَارِقَ “مِن سَنَاهِ
وفِــي عَـيْنَيْهِ مَـا بِـي مِـن غَـرَامِ

***
و”نُــورَا” إِذْ تُـرِيـقُ عَـلَـيْهِ دَمـعًـا
يُـشَـاطِـرُهَا أَسَـــىً بَــدرُ الـتَّـمَامِ

***
وتَـسأَلُ طِـفلَتِي عَـمَّن سَـيَحكِي
لَــهَــا أُقـصُـوصَـةً قَــبَـلَ الـمَـنَـامِ

***
ويَـسـأَلُ عَـنـكَ يَـا أَبَـتِي يَـقِينِي
وذِكــرَى تَـزدَهِـي فِــي كُـلِّ عَـامِ

***
فَأَصمُتُ فِي جَلالِ المَوتِ صَمتًا
يُــذَكِّــرُنِــي بِـــأيَّـــامِ الــصِّــيَـامِ

…..

في هذا العام تحل الذكرى السابعة عشرة لوفاة والدي رحمه الله رحمة واسعة وغفر له واسكنه فسيح جناته وأذكر أنني في اليوم الثالث لوفاته كتبت قصيدتي ( اليوم الثالث للحزن ) بدمع العين ولم أكتب بعدها إلا أبيات متفرقة إلى أن جاءت ذكراه هذا العام؛ فكتبت هذه القصيدة . وحين كنت أنقحها وبخطأ كيبوردي حذفت القصيدة فحزنت حد البكاء عليها وكأنها ابن من أبنائي فقدته . إلا أن الله عز وجل .. ولأني كنت عاشقا لأبي .. من عليَّ من كرمه فتذكرت منها أكثر من ٩٠ ٪
وها هي أضعها الآن بين أيديكم مكتوبة ومسجلة بصوتي راجيا أن تعجبكم ومتمنيا عليكم أن تدعو لأبي بالرحمة والمغفرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى