أطروحة دكتوراه تناقش الأداء الشعري في قصائد عبد الرزاق الربيعي
جامعة القادسية العراقية | خاص
تمت مناقشة أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (شعر عبد الرزاق الربيعيِّ، دراسة في الأداء الشعريِّ) لطالب الدكتوراه (منتدى مانع دايخ الحمداوي) في قسم اللغة العربية/ كلية التربية / جامعة القادسية تحت اشراف الاستاذ الدكتور سرحان جفات سلمان .
سلّطت الاطروحة الأضواء على مواطن الإبداع في شعر عبد الرزاق الربيعيِّ، كاشفةً لها ومحددةً أهم السمات الأدائية الشعرية البارزة في شعره، مما اسهم في إثراءِ المكتبةِ العربيةِ بمادةٍ وفيرة من شاعرٍ عراقي يحتل مكانة خاصة به بين الشعراء المعاصرين، من خلالِ تسليط الضوء عليه وعلى أعماله الشعرية الكاملة وتحليلها.
وقد اشتملت الدراسةُ على مقدّمةٍ وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة وثبت بالمصادر والمراجع.
تناولت الدراسة حياة الشاعر وتكوينه الثقافي والأدبي، ونتاجه الشِّعري الموصوف بالدمج بين عراقة التراث وملامح الحداثة.
وكشف الباحث مظاهر الأداء الشِّعري في شعره، حاول معه الولوج في المتن وكشف دلالاته المنتجة؛ واستقراء أعماله الشِّعرية الكاملة مادةً للنصِّ المدروس دون غيرها؛ حيث كان يعبِّر عن تجاربه الحياتية من خلالِ شعره الغزير، التي ميّزته عن غيرهِ من الشعراء بثراءِ تجربته على مستوى المكونات الفنيَّة للنصِّ الشِّعري، فضلاً عن تميَّز نتاجه الشِّعري بالدمج بين عراقة التراث وملامح الحداثة، مما ساهم في إثراء المكتبة العربية بمادته الوفيرة، ومن خلال وضع الشّاعر في المكانة التي يستحقها بين شعراء العربية المعاصرين، إذ عمد الباحث من خلالهِ الغوص في منتج الشّاعر، واستنطاق نصوصه بغية الكشف عن الأداء الشِّعري والسمات الفنيَّة والجماليَّة فيها، ولنستجلي ما فيه من دلالاتٍ وقراءات، حيث جاء الفصل الأوّل موسوماً بـ (الأداء القصصي في شعر عبد الرزاق الربيعيِّ، العناصر والأدوات)، وقد اشتمل على ثلاثةِ مباحث بعد توطئة عامة.
وأما الفصل الثاني: فتضمن دراسة (اللغة الشعرية) بتشظياتها الفنية والإيقاعية والإيحائية في تجربة الشّاعر، وبوصفها أداةً للتعبير ووجوداً له كيان يحث الخطى نحوه من خلالِ تعميق الوعي، ليتمكن من احتواءِ تجربته والتعبير عنها لتكون امتداداً طبيعياً لأفكاره، وعنصراً مهماً في بناء النص وتشكيل الخطاب الأدبي؛ ومن هنا يحتوي الفصل على أربعةِ مباحث دلاليَّة مختلفة بعد توطئة عامة أيضا.
وسعى الفصل الثالث – محاولاً- إلى الكشف عما قدمته (الصورة الشعرية) واحدة من أهم أدوات الشّاعر الشِّعرية النابضة بالحركةِ والاحساس في جوهر التعبير الشِّعري، إذ ناقش الباحث مفهومها، ووظيفتها، ووسائل تكوينها لديه ويعيد بناءها على وفقِ رؤية نفسيَّة عميقة، تعبِّر عن منطلقه الفكري والوجداني، وترصد تجارب الشّاعر في رؤيتهِ الفنيّة، وتتلمس مشاعره من خلال التجرِبة، إذ انتظم الفصل في ستةِ مباحث بعد التوطئة أيضاً.
وخُصِّص الفصل الرابع بـ (الإيقاع الشعري) إذ انتظم الفصل في مبحثين بعد التوطئة.
وقد اعتمد الباحث أثناء سيره عِبر مراحل البحث (المنهج التحليلي الوصفي) الذي يمثِّل حجر الزاوية في دراسةِ ومحاورة نصوص الشّاعر، لأنّه الأنسب والمَعين في استقصاء الظاهرة الشِّعرية والانسجام مع منطقها وروحها، وفكَّ بنائها التركيبي والُلغوي؛ وهو وسيلة نَنفذ من خلالها إلى رحم نصّ الشّاعر عبد الرزاق الربيعيِّ؛ لأنه الأنسب لعالم الشّاعر ومتنه بهدفِ تحليل نتاجه الشِّعري والكشف عن الظواهر الأدائيَّة والأسلوبيَّة في النص، الذي يستند على اقتباس نصوص الشّاعر، ثم تحليلها ضمن معطيات تحليل القصيدة العربية الحديثة.
وقد استقى البحث مادته العلميَّة المتنوَّعة من روافدَ يستنير بها، وينهل من نبعها، مدّت الباحث بمعينٍ فنّي أفاد الدراسة وأثرى مباحثها، فكانت بمثابة الطريق الذي عبّد له جسر المعلومة، مِن أجل الوصول إلى ما يريده، وما يصبو إليه من هدفٍ معرفي منشود في تحليل النصوص الشِّعرية، فقد تشرّب بحثه هذا من مصادر ومراجع عديدة من أهمها: مجلد الأعمال الشِّعرية الكاملة للشاعر، وكتب الشعر والنقد الحديثة، والمجلات العلمية، فضلاً عن روافد كثيرة تفصح عنها الهوامش في كلِّ صفحة من صفحات البحث.
اختتمت المناقشة بنيل الباحث درجة الدكتوراه وسط جو علمي هادف وروح اخلاقية سامية