جمالية العمارة وتفاعلها مع الفن التشكيلي العراقي الحديث
تقرير: دنيا علي الحسني | إعلامية وشاعرة من العراق
تأتي محاضرة التشكيل والعمارة بعنوان تحت أشجار النخيل عنوان محاضرة للدكتور أحمد ناجي التي عقدت في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي ، دولة الإمارات العربية المتحدة، في أطار القاء الضوء على العلاقة العريقة بين العمارة والنحت والرسم في تاريخ بلاد الرافدين سواء في التاريخ القديم أو المعاصر ، وخاصة في الفن المعاصر والحديث٠
وقد تناول د. أحمد ناجي في محاضرته العلاقة بين فنان العراق الراحل جواد سليم ومعماري العراق الراحل محمد مكية عبر السنين وتأثيرات العمارة في الفن التشكيلي وعن جماليات فن العمارة التي انعكست في أعمال رائد الفن التشكيلي الحديث جواد سليم ورائد العماره الحديثة محمد مكية، وقد قدم شرحا تفصيليا لبحثه في كتاب ( تحت أشجار النخيل العلاقة بين جواد سليم ومحمد مكية ) و قدم نماذج لتاثير العمارة في أعمال الرواد .
وختم محاضرته بالحديث عن أعمال الفنان التشكيلي المتميز إياد الموسوي وقد اقتنى المعماري محمد مكية من أعماله الفنية في الثمانينات، حيث أقام إياد الموسوي معرضا خاصا لأعماله الفنية في ( ديوان الكوفه ) في وسط لندن عام ١٩٨٩ . الذي كان يملكه المعماري مكية وكان مركزًا فنينا ومعماريا عراقيا في مركز مدينة لندن، المملكة المتحدة.
حيث تحدث د. أحمد ناجي في المحاضرة عن تجربة الفنان إياد الموسوي وأعماله التي كانت العمارة عنصرا أساسيا فيها وكان الموسوي من الفنانين الذين عملوا في العراق ولكن حصل على التعليم الفني في بريطانيا وفي كندا وعاش في الكويت لفترة طويلة وكان على تواصل مع كثير من الفنانين الرواد ، وأحدى لوحاته التي يقتنيها مكية وهي ضمن مجموعة مقتنيات مكية ، والتي تم دراستها في مجموعة معرض الفنان محمد مكية في سنة ، ١٩٨٩.
من خلال مجموعة كوفة جاليري وهي كانت من اللوحات المحببة جدا للمعماري محمد مكية لأنها لوحة لها علاقة مباشرة مع العمارة بسبب وجود عدة رموز معمارية في أكثر من مكان، مثل: واستخدم إياد “العكد” هو طراز معماري الذي قد يتجاوز عمره ألفي سنة اضافة الى استخدامة الحرف العربي فيها إضافة الى نزعة تمزج من التجريب والبراءة، وكانت هذه اللوحة واسمها ( مساء بغدادي ) من أحب اللوحات لديه وقد وضعها مكية في بيته الريفي في لندن.
في اللوحة أشار إلى رؤية الفنان التي تنتقل من الواقع إلى المتخيل الى تجريدي ومن قواعد المنظور المعماري الهندسي إلى الحلول الشكلية المعبرة عن الرمزية التي تتجلى فيها براعته الفنية، إضافة الى اعتماده على ابتكار أعمال ثلاثية الابعاد وولعه بتجسيد التراث الرافديني والبغدادي العريق، التي تظهر
في معظم لوحاته الهندسية المعمارية ومطعمة بخط الحروف العربية .
كما أوضح د.أحمد ناجي بأن موضوعات أعمال الفنان الموسوي مستوحاة من وحي البيئة العربية والطبيعة، وقد استخدم الموسوي اسلوبه الخاص الذي طوره عبر سنين البحث والتفرغ الفني، وهو أسلوب يزخر بالألوان من الطبيعة كذلك لتوفير تجربة بصرية شيقة لرواد الفن والاستمتاع بجمالية أبعاد هذا الفن الرائد، وتزينت أعماله بحلة جميلة غير مسبوقة التي تتيح للعين التمتع بسحر التشكيل ذو الأفكار العميقة الأخاذة التي تعكس جمال الجانب الفني والمعاصر ويتغنى بالأمل والتفاؤل والأبداع إضافة الى تجاربه الفنية في جدارياته الميدانية، حيث أن الموسوي يؤمن بتوظيف الفن واستخدامة لتجميل المدن والأحياء السكنية وذلك يمثل امتدادا لحضاراتنا الرافدينية .