فساد

الشاعر رائد حسين عيد / سوريا

 

دعيني، والمساءَ، على انفِرادِ

أخافُ على بياضِكِ من سَوادي

 

أنا المقتولُ من زمنٍ بعيدٍ

ولدْتُ وألفُ سهمٍ في فؤادي

 

تكرِّرُني المآسي كلَّ يومٍ

بذاتِ الموتِ، من ذاتِ الأيادي

 

وما تَركَتْ بيَ النِّيرانُ شيئاً

كأنَّكِ تنفُخينَ على رمادِ

 

فلا تتوقَّعِي منِّي صَلاحاً

أنا المجبولُ من طينِ الفَسادِ

 

أحاولُ أن أراكِ بعينِ رُشْدي

ولكنْ لا سبيلَ إلى الرَّشادِ

 

وأنتِ شهيَّةٌ، من غيرِ ذنبٍ

وقلبي جائعٌ من غير زادِ

 

إذا ما لاحَ في عينيكِ صيفٌ

زحفتُ لها كأسرابِ الجَرادِ

 

لأنِّي أشتَهيكِ بقلبِ ذئبٍ

فجوعي كانَ أصدقَ من ودادي

 

جمالُكِ في بلادِ القهرِ عِبءٌ

كزهزِ الشِّيحِ في أرضِ الحمادِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى