في عشق الكتابة
مريم الشكيلي | سلطنة عمان
الكتابة ليست شعورا لحظيا ينسكب على الورق وإنما هي روافد في أدراج النفس وفكر ومعتقد وموقف حتى إن البعض يسلكها مسار حياة لأن الكتابة في نفسه هي متنفس لحديث علق في نفسه أو ثقل شعور جاثم في صدره، ثم يأتي الحبر ليذيب هذا الجليد على شكل كلمات بقالب قصيدة شعر أو خاطرة أو مقال وغيره..
إن الكتابة اليوم – للأسف – أصبحت بضاعة للتربح أو للشهرة فقط؛ فهي لم تسلم من التغيرات ومن إدخالها في مزايدات، فقد كانت قبل ذلك الزمن تقدس الشعور وللكلمة المسار السليم الذي تتربع به على عرش السلطة، ولها معانيها العميقة وثباتها الراسخ.
الكتابة اليوم أصبحت في متناول حتى أولئك المدعين لها، وينسبون أنفسهم إليها لمقاصد مختلفة لا تمت للإبداع بصلة أو لحرفه بعلاقة نسب
الكتابة كانت وما لازلت لها الآذان المسموعة والإيقاع الرنان والصدى الذي يتردد في دهاليز النقاشات والقرارات فهي لم تفقد بريقها رغم الزحف الهادر للتكنولوجيا والحياة العصرية الحديثة؛ بل فرضت نفسها بقوة وسخرت التكنولوجيا للتوسع وتتشعب أكثر وأكثر.. إلا أنها ومع الأسف ازدحمت بالأقلام الزائفة والفارغة والمتسولة التي تتسول المال والشهرة معا، مما أدخلها في مزايدات وأغراض تخدم مصالح مالكيها، ذات أغراض هدامة وهذه مع الأسف ليست أقلاما قليلة اليوم، بل تكاثرت في بيئة ملوثة بالجهل والصدامات والصراعات والمصالح. وفي الأخير تبقى الكتابة الكلمة التي تجدف لتصل إلى ملاذ آمن نحو شواطئ النور فهناك من يجيد الرسم بها ويحفظ معالمها وطقوسها وأهدافها الحقيقية.