الاغتراب ظاهرة مرضية.. الأسباب والنتائج
شرين خليل | المنصورة – مصر
اللوحة للفنان الألماني: كارل فريدريش بوسر
شعرت شعور الغرباء وبدأت البحث عن وطن ولكني لم أجد فأغلقت علي نفسي الأبواب فلا أحد يشعر بي ولا أحد يفهمني وأشعر دائما بالوحدة حتي في بعض الأحيان أفتقد نفسي وأشعر أنني بلا هوية وبلا هدف في هذه الحياة.. عندما تسمع هذه الكلمات من أحد الأشخاص لا بد أن تدرك جيدا أنه يعاني من وحدة نفسية ولديه مشكلة فهو يشعر بالغربة حتي ولو الجميع حوله وهذا مايسمي بالاغتراب.
الاغتراب ظاهرة إنسانية عامة أصبحت منتشرة في كثير من المجتمعات بغض النظر عن المستوي الاقتصادي والتقدم التكنولوجي الموجود، فالإغتراب هو إنفصال الإنسان عن الآخرين أو الذات أو كليهما فهو ينفصل عن المجتمع الذي يعيش،فيه حيث يشعر الإنسان بالوحدة والغربة فهو يري الجميع ولا يشعر بهم ولا يستطيع أيضا التكيف معهم ،وتتكون لديه مجموعه من المشاعر السلبية المتسارعة مع بعضها البعض والتي تتمثل في العزلة الاجتماعية والعجز واللامعني واللامعيارية فالإنسان في هذه الحالة يعاني من عدم وجود علاقة ايجابية بينه وبين الآخرين ويشعر بإختلال المعايير الاجتماعية وعدم وجود أهداف اساسية ف حياته ويميل للعزلة ويصل لمرحلة من اللامبالاه والعزوف عن المشاركة في أي نشاط إجتماعي.
أما عن أسباب الاغتراب؛ فقد تكون الأسباب نفسية نتيجة حدوث بعض الصدمات والإحباط الذي يحدث نتيجة الفشل والحرمان من الجو الأسري الدافئ وعدم اهتمام الأبوين وأيضا القلق والوسواس القهري. ومن الممكن أيضا أن تكون الأسباب اجتماعية وإقتصادية وعدم قدرة الفرد علي تحمل ضغوط الحياة ومواكبة التقدم والخوف والقلق من المستقبل.
فالاغتراب مشكلة يعاني منها كثير من الناس ولكي يتم العلاج لابد من معرفة السبب الريئسي ومعالجة هذا السبب وإحتواء من يعاني من هذه الحالة وتقديم الدعم النفسي له حتي لا يشعر بإنه وحيد ف هذه الحياة ومساعدته علي تنمية قدراته حتي يستطيع تحمل ضغوط الحياة فالمرض النفسي ليس وصمة عار ولكنه مرض مثل باقي الأمراض ولابد من الإهتمام والعلاج وإقناع المريض بإنه يحتاج العلاج؛ فالشعور بالوحدة والغربة شعور مؤلم وكل فرد ف المجتمع من حقه أن يجد من يسانده ويشد آزره وفي القرب من الله راحه لا يشعر بها إلا من إقترب بقلبه ووجدانه ورضي بأمر الله وقضائه.
ولقد أمرنا ديننا الحنيف أن نكون أخوه وأن نساند بعضنا البعض، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ.)