لا ترفعوا الجلسة

سليمان أحمد العوجي | سوريا

لاترفعوا الجلسة
لم أكمل إفادتي
لستُ قاتلاً ياسيدي
أنا أبٌ لألفِ سؤالٍ رضيعٍ
ماتوا بالقماط..
وثديُ إجاباتها مازال حروناً
تراشقنا بحجارةِ الشكِ
حتى كسرنا زجاج اليقين
هي سمراء كشهقةِ البنِّ
في دهشةِ الفنجان
كلُّ صباحٍ لايفوحُ منه
هالُ حضورِها..
كانتْ تقطبُ الشمسُ
حاجبَ الضياءِ وتغلقُ
دكانَ النهارِ…
سأحكي لكم أيها السادة
كيفَ أقامتْ لي مملكةَ الزبدِ
في أقاليمِ الهوامشِ
كنت كطائرٍ تشاغل
بعدِّ أوراقِ الخريفِ المتساقطة
ونسي موعد الهجرةِ
عبثاً رفرفَ بجناحٍ تقاعد
فيه الريش فأغلق بابَ غربته ونام…
وهاأنا ياسيدي
في منفايَ لا أعرفُ إلا سردَ
المآسي وقراءةِ كفِ الحنين
سأحكي لكم أيها السادة:
كيف سحبتْ مني رخصةَ النوم..
وهاأنا أقود عربةَ الليلِ
بشهادةِ أرقٍ مزورة…
أنصبُ فخاخي لطيورِ السكينة….
فتأكلُ الطعمَ من كفي
وتفر إلى أغصانها العالية…
سأحكي لكم :
كيفَ خذلتْ ثورةَ دمي
وحشرتني مع العبيدِ في زنزانةِ الجليد..
وبحجةِ أنه نهرٌ مارقٌ
أقامتْ سداً على نيلِ مشاعري
ابتلعَ قلبي هديله وغطَّ في يباسٍ عميق…
أيها الحزن الواقفُ ببابي أما تعبتَ…
خذْ كرسيَّ قلبي ولفَّ ساقاً على ساق…
لعلكَ تصيرُ فرحاً بين دمعة وضحاها..
انتهت إفادتي أيها السادة
ارفعوا الجلسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى