قراءة أدبية في قصيدة (ما أنبلك )للشاعرة السورية سميا صالح

عبد الباري محمد المالكي | ناقد من العراق

إن ما تتمسك ( السميّا ) به من حبل هو الشوق، وهو ما كان مدعاة لقتلها …والقاتل هو معشوق خفي ّ عنا بأسراره … و معلَن لديها في حنايا أضلاعها .

فعاشقها … قد لوّنت أيامها به، وأشجنت فؤادها بوجهه، حتى قتلها ذلك الشوق طريحة الهوى، شجية الوجدان .

هي عاشقة إلى حد النخاع ما جعلها تبحث في اجنحة الملائكة وهي في سماواتها، و نبض الفرسان وهي في ميادينها وألوان الفراشات وهي في أفنانها …

عن رجل يملك ما لا يملكه الرجال كلهم …

رجلها المحتوم لايحتاج إلى تعريف فهو قد وضع بصمته في غيمها المتماهي وفلكها الذي تدور فيه … فهي وإن وصفها أهل الهوى أنها قديسة العشق فإنها تستمد منه شعوراً بالحب لايضاهى ، وحسا ً بالغرام لايجارى ، حتى فدته ُ بقلبها ، وأهلكَت لأجله نبضها الذي لطالما تمناه ألف رجل ورجل ..

ومن عيني ّ (السميّا) يبرز الأمير العاشق في مشاعرها وهواها ، حتى بَهُت َعذّالها في وصفها له … فساعده ُ ليس مفتولاً كما هرقل في الأساطير … ووجهه ليس فاتناً كما يوليسيز .. كما وإنه ليس شاعراً كي يكون كامرئ القيس … ومع ذلك فقد وضع بصمته على وجه سميّاه …

إذن … لا شك ّ أنه يملك قلبا صادقاً بروح نقية تختلف عن نقاء وصدق رجال العالم كلهم ولو اجتمعوا بتلك الصفات جميعاً ، حتى استطاع أن يحيل قديسته إلى فراشة تطير حيثما يتنقل، وتزهو بألوانها حيث يتجوّل .

***

قصيدة (ما أنبلك )/ سميا صالحسوريا

أَشْجَيْتَ ألوانَ الفلَكْ

وَفَرَشْتَ أجْنِحَةَ المَلَكْ

لوَّنْتَ قلبي بالهوى

يا قاتلي ما أجملَكْ

ورسمْتَ أشواقي على

غيمٍ تَماهى فيكَ لَكْ

حتى إذا عانقتني

ألفيتَ نبضي حَمَّلَكْ

رتّبْتَ كلَّ مشاعري

يا مالكي ما أنْبلَكْ

وبذلتّ دنيا في الهوى

قلبي فداكَ ولو هلَكْ…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى