رفاهية محادثة الظلال على الجدار

د. أسماء السيد سامح | مصر

(1)

حزني أَخْرَس وقلمي ثرثار.. ونشوة البوح ساحرة،..
الإدراك فتنة والعاطفة لحوحة ولا أشد إغواءًا من سلطان قلم،
عزيزتي،.. بعض الجراح الحديث عنها شفاء. بعض الحكايات متاهات وبعض المسافات جنازات..، بعض الحزن يرققه حزن آخر وبعض الانحناء لتفادي السقوط فقط… وكل سقوط فيه اعوجاج إلا السقوط في الحب. فهو مستقيماً كالسهم مثالياً كالألم ..
عزيزتي وإني عادة خائف كعصفور وثابت كجبل لا أسقط إلا على رقعة الكتابة وبين احضان كلماتي..
عزيزتي لا تمرري بأناملكِ على سطوري وأنتِ تقرأين مثلما أفعل. فأنا أعلم بمواضع الجرح وأين يختبئ حد الكسر،،
وإن صوتكِ اتخذ سبيله في دمي عجباً وبين جلدي وعظمي. واسمكِ الذي سكن تصدعات روحي يوسع الصدع حيث سكن.. فسلام عليكِ. وسلام على السُّكْنَة والساكن.

(2)

وتسألني بعد كل ما مرّ، “ما بك؟”
لا شيء بي غير أني صرت أدخن القلق مع كل نفس يدخل إلى صدري وأزفره شجنا صامتا..
وأني أحاول مصادقة الليل الطويل أتماهى مع ظلمته وسواده الداكن ..هربا من الخوف والوحدة..
وأني أحاول الهروب من طوفان الأسئلة والأحاجي التي تتسلل رأسي خلسة وتباغتني حين غفلة..
هل الأمر يستحق؟
هل الحياة على قصرها تستحق تلك المعاناة لننعم ببعض الراحة والسلام..
تستحق هذا الركض واللهاث الذي مزق الأوداج آلاف المرات وسلبنا حتى القدرة على حبس الأنفاس..
لا أدري إن كان الأمل يستحق أن نبقى معلقين على الحافة من كل الآمال والأمنيات العظيمة..
وتسألني عما بي؟
لا شيء بي ..
أريد الركض والفرار بعيدا عن تلك المهزلة دون التفات..
لا أريد الثبات بموقعي بجدول التكرار مجبرة
الرفاهية الوحيدة التي أملكها الآن هي محادثة الظلال على الجدار حتى يبزغ النهار..
لارتكب ذات المهزلة من جديد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى