أُمّي

د. معتز علي القطب | فلسطين

أمِّي يَا أزكى رائحةٍ
فَاحت فِي الأرضِ كريحانِ
ما دَامَ عَبيركِ فِي الدُنيا
فَأنا فِي أجمَلِ بُستانِ
يا أروَعَ طِيْبٍ طيَّبني
من عطْرِ مُحمّدِ زكّاني
نورٌ من شَمسٍ ساطعةٍ
وأنّا في الظُلمةِ حيّاني
الأمُّ تَظلُّ مُعطَّرةً
كالوردِ بنصِ الأديانِ
العالمُ رسمٌ من أُنثى
قد كانَ بِطيفِ الألوانِ
من بينِ أنامِلِها فنٌ
كي تُبدعَ مثلَ الفَنانِ
نَثْرت في الأرضِ جَواهِرِها
من لؤلؤةٍ او مُرجانِ
الفَضلُ لِأُنثى لا ذَكَرٍ
بالنحتِ وَصقلِ الأبدانِ
إبداعٌ بانَ بتربيةٍ
ظهرت بأساسِ البنيانِ
تَبني وتُعمّرُ عالمنا
وَتقودُ الركبَ كربانِ
إنّي والحبُّ تملكَني
سأردُ على من تَهواني
سأقبلُ أمي وأحضُنها
وأبوحُ بما في وجداني
وسأرسلُ عيني تُخبرها
وتُبجلُ من قد رباني
اليومَ أقولُ الى أمّي
أحلى ما قِيلَ لإنسانِ
يا أجمل حبِّ لاحقني
أعطاني العشقَ فأحياني
هي لفظٌ وحّدَ كوكَبَنا
في النطقِ بِشتى البلدان
يا أعذبَ صوتٍ كلّمني
أو صاحَ عليَّ وأشجاني
لَكَأني أسمعُ أغنيةً
في صوتٍ عذبٍ ناداني
الصوتُ تعانقَ مع أُذُني
يُشجيني مثلَ الألحانِ
لا مدرسةٌ أو جامعةٌ
في العلمِ لها صدرٌ حاني
ستظلُ الأغلى في قلبي
من صحبي أو من خِلاني
فأٌنا المشتاقُ لضمتِها
كي أنسى الهمَّ وأَحزاني
قد كنتِ النعمةَ أعظمَها
فاضت من عند الرحمنِ
بالعينِ أراكِ معظمةً
وبرسمِكِ أغمضُ أجفَاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى