السرد الأدبي بين السيرة الذاتية والهوامش الإستثنائية في أعمال السيد حافظ (ليالي دبي نموذجًا)

بقلم: د. سعيدة خلف

     كُتبت رواية ليالي دبي عقب ثورة الربيع العربي 25يناير سنة2011م، والتي تنشطر إلي جزئين شاي بالياسمين وشاي أخضر، وعاش الكاتب هذه اللحظات الفارقة في حياة المصريين مقدمًا أجمل تحية وشكر لمن قام بهذه الثورة من الشباب الشرفاء.

    هناك مقولة لعملاق المسرح العربي يوسف بيك وهبى”ما الدنيا إلا مسرح كبير” وهذا حال جميع البشر بكافة طوائفه فكل بطل في حكايته، فهذه المقولة وصف حقيقي للبشرية ومن خلال رواية ليالي دبي يتطرق كاتبنا إلي السيرة الذاتية لبطل روايته فتحي رضوان ليعبر عن خلجانه النفسية وما يعانيه من حسرة وألم وخيانه من أقرب المثقفين العرب إليه، وقد استهل الكاتب روايته بمقولة فلاديمير”إن المثقفين هم أسرع الناس إلي خيانه الوطن أنفسهم”، والجدير بالذكر أن السيرة الذاتية هي ترجمة لبطل الرواية فشخصيته هي المحور ونقطة البداية، وبؤرة الأحداث التي ينطلق منها السرد، كما إنها حلقة الوصل التي تربط القارئ برواية (ليالي دبي) والحقيقة لم تقتصر سيرة البطل على الترجمة له بل تمتد لتشمل الوصف والزمان والمكان فيتعانقوا لرسم لوحه ذاتية لبطل الرواية، تتضمنها أحداث ارتبطت بتجارب حياته الشخصية فكم من أديب تقلد قلمه في معركته الأدبية ولم يعلن عن مأساته من خلال إبداعاته الأدبية وهذا ما يميز كاتبنا عن اقرانه.

ولد فتحي رضوان في مدينة الإسكندرية في حي محرم بيك في (15مايو سنة1948) إبان قيام الدولة الصهيونية على الأراضي العربية فلسطين، وقد نشأ في أحضان أسرة تفردت بحب العلم والكتابة الأدبية، وتمتد أصوله إلي غير عربية فجده الأكبر السرياقوس من أصل تركي، تخرج فتحي رضوان في كلية التربية قسم فلسفة وإجتماع سنة 1976م وعمل في مجلة صوت الخليج بالكويت، وعمل في مجلة السياسة الكويتية سنة1977م، ولكن فالواقع بدأ كتابته الأدبية منذ نعومة أظافره بدفاعه عن القضية الفلسطينية، وقد تزوج من تهاني بعد حصولها على الثانوية العامة وبعد أن حصل فتحي رضوان على الليسانس بدرجة جيد جدا، وقد عانى فتحي رضوان من الغلاء في المعيشة والسكن في دولة الأمارات فاضطرإلي الاقامة في سكن مشترك، وكان يلفت إنتباهه في بلاد الخليج لم يعمل أي موظف مصري في المؤسسات التجارية الخليجية ومنها مؤسسة الفطيم في حين تفتح مصر ذراعيها لكل فئات الوطن العربي بالعمل والسكن.

تأثير أقوال فلاسفة الغرب على الكاتب:فقد تأثر الكاتب ببعض أقوال أدباء وفلاسفة غربيين بما يتناسب وواقعه الإجتماعي الذي يعيش فيه من أحوال الأدباء المثقفين ومنهم:الفليسوف فريد ريك نيتشية([1])“إن طبيعة الكاتب تدفعه ليقف على ما يتستر تحت ظواهر هذا الوجود من حقيقة ليرى الحقيقة بنفسه ثم ليرينا إياها، ورسالة الكاتب هي الكشف للناس عن الحقيقة”([2]).

توماس كارليل([3]):“الفرق بين الكاتب البطل الأصيل وبين آلاف الكتاب الكاذبين غير الأبطال أن الأول يتعذب بالمعرفة والتهميش والثاني يتمتع بالمال والنفاق والحياة ورضاء السلطة”([4])،فهذا حال الكاتب الواقعي الذي يتناول قضايا مجتمعه فينال من التهميش والتجاهل أمثال عبدالله النديم ونجيب سرور وحافظ إبراهيم ويحيى الطاهر ومحمود دياب، ولكن الكاتب الكاذب المزيف المتلون الذي يبعد عن قول الحقائق ونقل الأحداث التاريخية وتبديلها من أجل تحقيق أهداف شخصية؛ لينل رضا الأخرين فيغدق عليه المال والنعيم وينال من الشهره ما لم ينله غيره من الأدباء.

يقول الكاتب:”كل الأدباء أكثر شهره مني ربما لأني لم آكل على مائدة العبيد المخصصة لنا نحن الكتاب”([5]).

تأثر الكاتب بأقوال بعض الكُتَّاب المصريين:ومن هؤلاء الكتاب قول جمال حمدان:”إن بلادنا قد تخصصت في إهالة التراب على عباقرتها وهم أحياء وتمجيدهم وهم موتى”([6])،يتكأ الكاتب على هذه المقولة ليعرب عمَّا في صدره من حسره من عدم تقدير الكتاب فجمال حمدان لم يلق تكريمًا في حياته أو بعد مماته يقول السيد حافظ:”وبعدها مات فتجاهلت خبر وفاته كل وسائل الإعلام، ثم إنتبهت بعد شهر ففردت له الصفحات..وقد خرج في جنازته قله قليلة من البشر ليصدق ما قاله عن المجتمع”([7])،وهذا ما ينطبق عليه مقولة لا كرامة لشيخ في وطنه.

د. محمد حسين هيكل([8]):“الأديب الزائف لا حياة ولا نور فيما يكتب”([9])،يتكئ كاتبنا على هذه المقولة تجاه بعض الكتاب المنافقين ليؤكد ما في نفسه من آلامهم.

د.نعمات أحمد فؤاد[10]:يقول الكاتب من مقولتها التي لا تبارح خيالي:”إن مصر لا تبني بالشعارات، وحب مصر بطريقة جوفاء وبلهاء،المسألة أكبر كثيرًا،أنه ليس نبشا للماضي..لا يسود حكم الغابة”، فالقضية التي شغلت كلا من الكاتب والدكتورة نعمات هي تحقيق العدالة وإظهار الحقائق كما ينبغي أن تكون حتى لا يسود حكم الغابة، ويعلن الكاتب صراحة عما يكمن بين اضلاعه” هدفي من هذه الرواية تصحيح التاريخ وبناء البشر والقيم الجميلة وليس ضياع الأمه في تاريخ كله مزور متوارث”([11])، والحقيقة قد تأثر السيد حافظ في كتابته بالكثير من الأدباء والكُتَّاب العرب وغيرهم.

شخصيات لهم الفضل على بطل الرواية:العمل ليس منصب للمفاخرة، بل هو تحمل للمسؤلية ومد يد العون للاخرين لتخفيف عنهم ما يضيق به صدورهم من آلام وأحزان ومنهم:

 الأستاذ يحيى حقي([12]):كان السيد حافظ يبلغ من العمر السابعة عشر عندما التقى بالكاتب الكبير يحيى حقي،فجلس ابن حافظ يلقي عليهم ما كتبه من الشعر فكان الأستاذ يحيى حقي المعلم والمرشد والأديب والموجه الذي تحسس فيه إبداع وظهور ملكة الكتابة فأرشده إلي كتابة ما يحب من آداب وفنون أدبية سواء كان مسرح أو قصص فاتجه السيد حافظ إلي كتابة المسرح وعندما أرسل إلي الكاتب مسرحيته (الحانه الشاحبة) فقد أبدى الكاتب الكبير يحيى حقي إعجابه بأبداعاته الكتابية فقد  أقتحم ابن حافظ موضوع العلاقة بين (الفلسطنيين والإسرائليين) وأرشده إلي الإستمرارية والثقة في ما يكتب.

سيد شحم([13]):هذه الشخصية التي تعد معزوفة إنسانية على حد تعبير الكاتب تعرف عليه منذ(سنة 1970م) كما تعرف على زوجته القديرة الكاتبة نجوى فؤاد وكان من فضل سيد شحم أنه فتح لبطلنا بابا ونافذه في الصحافة العربية ورشح له جريدة التعاون للعمل فيها،كما كان له الفضل في معرفته ببعض الشعراء والكُتَّاب منهم: (عفيف مطر،أمل دنقل) وعندما سافر (سيد شحم)إلي أبو ظبي خصصللسيد حافظ صفحة كاملة كل أسبوع في الجريدة التي يعمل بها،والجدير بالذكر إن الأستاذ (سيد شحم) قدّر موهبة كاتبنا الفنية التي تميز بها عن العديد من الكتّاب الذين عاصروه فهو أول من أبدع في المسرح التجريبي والكتابة الأدبية الراقية وتخطى حدود الزمان والمكان؛ فترجمة بعد أعمالة إلي اللغات الأوروبية، فالحقيقة فقد وظف كاتبنا الرؤى الفكرية والفلسفية والإيديولوجيات السائدة في المجتمع لخدمة الفنون الأدبية والسعي لتغيير الواقع إلي الأفضل.

وهناك الكثير والعديد ممن قدموا النصيحة للسيد حافظ ولم ينظر اليهم بعين الاعتبار ومنهم عبد العال الحمصي والذي طلب منه الدخول في إتحاد الكتاب مع يوسف السباعي ولكن كاتبنا رفض الانضمام لإتحاد الكتاب وذلك لخضوع إتحاد الكتاب لسيطرة الوالين على السلطة وعندما اقتنع كاتبنا للانضمام إليه رفض الانضمام لقائمة الموالين للنظم السياسية آنذاك وانضم إلي قائمة أخرى والتي خسرت وخسر معها كاتبنا.

مؤمن خليفة([14]):يصفه السيد حافظ بأنه أشرف رجال الصحافة في مصر،صديقه منذ أكثر من ثلاثين عامًا وهو من الذين ساندوا كاتبنا في مأساته،رحمة الله عليه وكان له اليد في شراء الوزير الأسبق فاروق حسني مسرحية من مسرحيات كاتبنا بمبلغ عشرين ألف جنية لدفع إيجار أجهزة مستشفى القصر العيني لسوء الأحوال الصحية لزوجته،فكان له الفضل في مساندته.

شخصيات جلبت قلوبهم على القسوة تجاه السيد حافظ:”([15])

     أعداء النجاح يجدون من الدهاء والأختلاق والأكاذيب ما تعمي العيون ويسعون لتكسير مجاديف كتاب عظماء شرفاء والتقليل من عظمة أعمالهم والسخرية من الظروف التي يمرون بها مستغلين المواقف لصالحهم ،وقد ظهرت تلك التكتلات العدائية ضد أي عمل أدبي مماثل للواقع الإجتماعي وليس على نمط الموالين للسلطة،وقد نجح بعض الكتاب في الصمود والثبات وتكملة المسيرة والبعض الأخر ماتوا قهرًا وظلما مما عانوه،والحقيقة كلما ضرب الكاتب بسهم قلمه في الحياة لصالح وطنه كلما كثرأعداءه، ومن الواضح أن السيد حافظ لم يقدم القرابين للآله ولا النذور إلي أهلها ولذلك لم يحظ بالرضا مثلما حظى به بعض الكتاب المتملقين من هم أقل منه شأنًا وموهبة.

فاروق حسني([16]): تعرف عليه الكاتب في (سنة 1968م) في قصر ثقافة الأنفوشي وقرأ أول عمل مسرحي له وهو “الاقصى في القدس يحترق”لم يكن فاروق حسني صديقا للسيد حافظ فقط بل كان من أبناء محافظته مدينة الإسكندرية،يقول كاتبنا: “وكان أول ديكور يرسمه في حياته كانت مسرحيتي كبرياء التفاهه في بلاد الامعنى بعد أن قدمناها في كنيسة الجزويت.. وسافر فاروق حسني إلي باريس ملحقًا ثقافيًا وكان في خطته أن أكون أول المسافرين إلي باريس لخلق مسرح جديد تجريبي..المهم أن صديقي فاروق حسني..اثناءوجوده في باريس دعى كل أصحابنا إلي هناك إلا أنا!!..”([17])،ولم يكتف الصديق بهذا بل عين محمد غنيم مدير قصر الثقافة ولم ينظر إلي السيد حافظ بعين الأعتبار!!!..في حين أن كاتبنا كان محتاج لمن يعينه في محنته.

فهمي الخولي:([18])ظل الأستاذ فهمي الخولي صديقًا للسيد حافظ أربعين عامًا منذ الستينيات وعلى الرغم من ذلك لم يخرج له أو ينتج أي مسرحية واحده بعد أن صار من أشهر المخرجين المسرحيين،فكان في كل مره يتفق أو يوعد أن ينتج مسرحية لهكان يضع مزانية هزيلة لا تجدي على سبيل المثال(مسرحية قراقوش والأراجوز)،علمًا بأنه تولى عدة مناصب هامه في فرق مختلفة وظل مبدعًا مسرحيًا كبيرا،فماذا نقول عنه قلبه جلب على القسوه أم عدوا للنجاح .

محمد السيد عيد([19]):صديق منذ المرحلة الثانوية للسيد حافظ،وقد أعلن عن كراهيته لابن حافظ عندما أشاد الشاعر(سعيد نافع) بكتابات السيد حافظ المسرحية أفضل من كتابات محمد السيد،ومن مظاهر عدائه فقد أمره فاروق حسني بطبع ثلاث مسرحيات لابن حافظ في كتاب من هيئة قصور الثقافة ولكنه رفض وطبع له مسرحية واحدة(حدث في مدينة الزعفران).وهذا القليل من العداءات التيصوبت تجاه السيد حافظ،الذي مد يد العون للجميع من أبناء الوطن العربي.

مأساة السيد حافظ:يعيش الكاتب حسرة ومرارة من المثقفين المفسدين وأولهم المسرحيون المصريون فقد نال منه من الخيانة والإساءة والتهميش والتجاهل واللامبالاة وعدم الإهتمام ما ناله بعض الأدباء والفنانين الشرفاء أمثال (نجيب سرور ،محمود دياب،يحيى حقي،عماد حمدي..)

لم يجد السيد حافظ ما يمد له يد العون والمساعده وشد أزره في علاج زوجته التي اصيبت بتليف الكبد هذا المرض اللعين،وعلى الرغم من أن هناك عمليات لزراعة الكبد ونسبة النجاح كبيرة ،لكن تحتاج إلي تكلفة مادية باهظة،فكان كاتبنا يصرخ مستغاث ببعض الوزراء وكبار موظفين الدولة فلم يسمع ندائه إلا القليل فيصرف له معونه من الدولة فلا تغطي نفقة علاج زوجته ،أما عن مليارديرات مصر فلم يكفل منهم أحد مساندته أو يحفظ له ماء وجهه،أين التضامن الاجتماعي؟فشلت مصر في أن تتضمن لأعلامها ورموزها الكتاب والآدباء حياة كريمة يتوفر فيها سبل الرفاهيه،وعندما يتعرضون لمحنة المرض يتوفر لهم سبل العلاج، أنفق السيد حافظ ما بيده لعلاج زوجته ولم يتلق أي معونة من أغنياء مصر الذين إذا تبرعوا لإحدىمستشفيات أمراض السرطان سارعوا إلي كتابة أسمائهم على لبِنَات المستشفى في أعمال الخير.

في الواقع إن المجتمع لا يرقى ولا يسموا ولا يتقدم أن لم يغرس في ابنائه تقديم التعاون والمساعدة والشهامة والاحترام للأخرين لم يكن الاحترام هو الإبتسامة والسلام ونداء الأشخاص بأحلى الألقاب ولكن هو الإسراع بالمشاركة في الأحزان والأفراح فالاحترام شئ نفيس كالماء والهواء للإنسان،إن الافتقار لاحترام الذات وعدم مد المعاونة لإغاثة المستغاث شئ مخيف يؤثر على كافة مناحي الحياة وتجعل النفوس تذوب حسرة وألم، فالأدباء عضو من أعضاء المجتمع فإذا اشتكى تداعى له سائر المجتمع بالسهر والحمى، فالإنسان مهما بلغ الاكتفاء يبقى محتاجًا لغيره كما يحتاج غيره إليه وإذا كان الإنسان يطلب الاستغاثة فما يكون مصيره؟ التجاهل.. التهميش!!

يتكأ السيد حافظ على رواية استبراق أحمد من مجموعتها القصصية (عتمة الضوء) وهذا العنوان هو العتبة الأولى الذي يوحي عما تنبأ القصص قائلا:”أحاطوا بي، أوثقوني. كمموا فمي .حشروني في الكيس. ألقوا بي على صهوة حصاني ومضوا نحوه ..”[20]، يكشف الكاتب عن الواقع الاجتماعي المرير في غربته وقد عانى من شدة ألم غربتين غربة الوطن مصر الغائب عنه وغربة ألم النفس في تحمل كل أنواع المشقه من اجل تحقيق احلام مطحونه ورفاهية حياة كريمة.

وفي نهاية حديثي عن محنة أديب وهو علم من أعلام مصر الذي يرسم أرض الواقع لقارئه بكل صدق وصراحه هذا جزاءه هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ والجدير بالذكر فقد تكررت تلك المحنة لدى الكثير من الأدباء فلا بد من عمل صندوق زمالة للأدباء والفنانين يكون بمثابة السند والعون للذين يمرون بظروف طارئه صعبة كما نطلب لهم توفير حياة كريمة وتوفير تأمين صحي يكفل العلاج مهما يبلغ قيمته،كما نتمنى لهم تقديم معاش يضمن لهم حياة كريمة ولم يكن كأجر يومية لعامل.فالسيد حافظ لم يكن كاتبا معارضًا، ولكن واقعيا يساري يصور الحياة كما هي بدون تزييف مناقشًا لقضاياها متمنيًا حياة أفضل لمجتمع كريم.

الهوامش الإستثنائية:يقول د.جميل حمداوي:”تلحق الهوامش بالنص الروائي في أسفل الصفحة تهميشًا وتزييلًا وإلحاقًا لإضاءة المتن وتفسيره من جميع الجوانب اللغوية والدلالية والتاريخية والمعرفية والإصطلاحية”،لكن من إبداعات السيد حافظ فقد جاء بالهوامش لأغراض أخرى فقد جعلها الإضاءه التي تكشف متن المجتمع وتفسير عما يدور فيه قبل أحداث ثورة 25يناير وعما يعانيه الوطن من أبنائه الذين تستروا وراء الدين للوصول إلى سدة الحكم،فقد افصح الكاتب عما يجول في صدره من ألام الوطن والمواطنين وما يكمنه في ذاته من ألم الغربة في داخل وخارج الوطن.

 قامت ثورة 25يناير 2011م احتجاجًا للأوضاع السياسية والأقتصادية والإجتماعية السيئة ،ومنها :فساد مالي،أختفاء الطبقة الوسطى،اتساع الهوه بين الأغنياء و الفقراء،الفساد الإداري والمالي في بعض مؤسسات الدولة، حالة الطوارئ، المعاملة السيئة للمواطنيين في أقسام الشرطة والمصالح الحكومية، عدم وجود إنتخابات نزيهه،إنعدام حرية التعبير للمعارضة الوطنية، فانتفض الشباب المخلص المحب لهذا الوطن يطلب تصحيح هذه الأوضاع المترهلة في البلاد وتوصيل أصواتهم للمسئولين؛ فتجمع حولهم جموع الشعب المصري فكانت ثورة الربيع العربي نموذجًا فريدًا لم يحدث من قبل في البلاد منُذ أزمنة عديدة ولولا بعض الفئات السياسية التي حاولت استغلال ما فعله شباب مصر الشرفاء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إصلاح مايحدث في البلاد لحققت الثورة أهدافها بدون إراقة الدماء وعلى اثره يستهل السيد حافظ روايته (ليالي دبي)بتحية لشهداء ثورة (25يناير 2011)،قائلًا:”إلي أروع جيل من المجانين انجبته مصر من 7 الاف سنة هو جيل ثورة 25 يناير إليهم الشكر”([21])

يقول الكاتب عن ثورة 25يناير:”مع ربيع كل سنة تظهر وجنتاها وردا حمراء،وتفوح مسام جسدها ياسمينا..(قصة قصيرة لريم مضياف)”،([22])،فقد تأثر الكاتب بما حدث في ثورة 25يناير وقد شبهها بزهور الربيع المتفتحة بعد الغيوم والسحب التي ملئت سماء البلاد على أمل بروز الربيع في كل أنحاء الوطن العربي، ومن خلال ذلك تبدو أحلام السيد حافظ الوردية متمنيا مدينة خالية من العيوب مضيئة سماءها بأشراقة الشمس التي لا تغيب.

يقول السيد حافظ:”فهمت العجوز ما يدور حولها فرفعت عصاها في وجه المساعد..قد تخرف المرأة لكنها لا تنسنى..أما الرجال فأنهم يخرفون وينثنون في نفس الوقت…(من قصة رحيل القلوب للكاتبة لطيفة بطي)”([23])،يتكئ الكاتب على هذه المقولة ليوضح لنا ما دار في مصر عقب ثورة 25يناير من موقف بعض رجال السياسة وعدم ثبوتهم على موقف فمنهن بعض النساء الاتي ثبتن على موقفهن حتى وأن كان غير صحيح فمن هؤلاء النساء الكاتبة (فريدة الشوباش) قائلة:”أن ثورة 25يناير قامت ضد نظام سياسي فشل رئيسه في إدارة الدولة وأوصلها إلي حفة الهاوية،ولكن الإخوان سطو عليها فأفقدوها مغزاها وكادت مصر أن تنهار تحت حكم الفاشية الدينية وجاءت ثورة 30 يونيو2013وصححت ثورة يناير”.

الكاتبة لميس جابر وثبوتها على رأيها بأن:”ثورة 25يناير ليست ثورة وليست مجيدة وكانت مؤامرة بكل المقاييس وأمريكا استعملت كل الجماعة الإسلامية في الربيع العربي من أجل تقسيم البلاد العربية”.

الكاتبة سكينة فؤاد قائلة:”إن ثورة 25يناير أول ثورة في التاريخ تصنعها التقنيات الحديثة…وثورة 30يونيو بمثابة العتق لمصر مما كان يهددها وينتظرها على يد جماعة الإخوان”،فهن نساء قادرات على تحمل مسؤلية آرائهن والثبوت عليه،أما عن بعض الرجال الذين لن يتحملوا مسؤلية قرارهم وتغيروا بتغيير الموقف فخير دليل على ذلك مؤتمر فيرمونت الذي تتضمن مجموعة من الشخصيات السياسية والرموز الوطنية لصالح الإخوان وذلك لتحقيق مآرب شخصية وأهداف سياسية وذلك لدعم قوة الإخوان وتوالي السلطة.

يقول لكاتب:”توفى النحاس في 23اغسطس1965 فوجئ عبد الناصر بالجنازة فيها نص مليون رافعين علم مصر الأخضر بتاع أيام الملك…فقبضوا على مجموعة وسجنوا البعض…وفي أيام الفاطميين من لا يحمل علمهم يكون مارقا كافرا وفي أيام صلاح الدين من يحمل أعلام الفاطمين يسجن وتقطع رقبته وفي أيامنا هذه كل من يحمل علم الإخوان يسجن ويخربوا بيته…هي دي مصر العبيطة يا وهيبة من الاف السنين”([24])،لم تكن مصر عبيطة ولا شعبها كذلك بل شعبها يستطيع فرز وتميز الحقيقة من الكذب فقال عنها الحجاج بن يوسف الثقافي:”ما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموا كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوا كما تأكل النار أجف الحطب وهم أهل قوة وصبر وجلده وحمل ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرت رجل ما تركوا إلا والتاج على رأسه فأتقي غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقها فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض”،أما عن جنازة النحاس باشا كانوا المشيعون مئات الألوف يهتفون بحياة النحاس باشا رافعين

شعار الديمقراطية وهذه كانت إشارة لرفضهم سياسة عبد الناصر؛ فخشى عبد الناصر من الإنقسام في الشارع المصري فتم القبض على بعض أعضاء حزب الوفد وعدد من المشيعين،أما عن صلاح الدين فكان يحارب الفاطميين والإنقسام داخل الأمه العربية محاولًا جمعهم تحت راية واحدة فكان من الطبيعي أن يحاصر كل من له صلة بالفاطميين لتثبيت ملكه،أما عن الإخوان وما حدث في 30يونيو وتكرار المشهد ورفع أعلامهم فهم جماعة تحاول ان تكون دولة داخل دولة لها شعارا وفكر خاص بها وهذا ضد المواطنة والأنتماء للبلد الأم، والحقيقة لا يجوز الإشارة إلي علم أو رمز لفئة خاصة بل لابد من رفع علم الدولة لإنه الأعم والأشمل فهو الباقي ما دامت مصر باقية فلا يكون الأنتماء لفئة خاصة أو جماعة بل للوطن وخير دليل على ذلك جعفر بن أبي طالب الذي رفع راية الدولة الإسلامية في عهد رسول الله (صل الله عليه وسلم) في غزوة مؤته الذي قطعت يمينه فأبتدر الراية بيساره ثم قطعت يساره فحمل الراية في عضدية إلي أن استشهد.

يقول الكاتب :”قال علي بن أبى طالب رضى الله عنه (إن الرجلين ارتأيا الذين اخترتموهما حكمين عمرو بن العاص وأبى موسى الأشعرى قد نبذ حكم الكتاب وراء ظهورهما وارتأى الرأى من أنفسهما فأمات ما أحيا القرآن وأحييا ما أمات القرآن ثم اختلف فى حكمهما فكلاهما لم يرشد ولم يسدد فبرأ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين فاستعدوا للجهاد وتأهبوا للمسير.. (ومن هنا بدأ الاختلاف )”([25])،يشير السيد حافظ إلى بداية الاختلاف وظهور الأطماع فى الحكم يبدو جليًا منذ مقتل سيدنا عثمان رضى الله عنه وحدوث الفتنة الكبرى بين على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان على الحكم ورفع المصاحف على أسنة الرّماح وتكرار هذا المشهد فى اعتصام

رابعة بعد خلع مرسى سنة 2013،والحقيقة كثر حديث كاتبنا عن أحداث الفتنة الكبرى ومحاولة ربطها بما حدث فى مصر من نزاعات وانقسامات من (2011إلى 2014)ويدل ذلك على شدة خوفه وحرصه على سلامة وطنه مصر.

ويتحدث الكاتب قائلًا:”كتبت فى الفيس بوك ما يحدث الآن فى مصر حالة عبط نادر فى التاريخ ..أمس راح محامون يؤيدون لمرسي ومحامون معارضون لمرسي عند القضاء العالى ولما واجهوا بعضا ولابد من الضرب والدم …صاحوا أيد واحدة وتحيا مصر…”([26])،فى22نوفمبر أصدر مرسي إعلانًا دستوريًا ليوسع من سلطته وتحصين قراراته فى مواجهة القضاء وأتخاذ أى قرار دون المعارضة له من أي جهة وذلك ليعزز اصلاحياته ؛فأشتعلت النيران فى الشارع المصرى بين مؤيدي ومعارضي مرسي وكان هذا الحدث بداية سقوط حكم الإخوان فى مصر .

يقول الكاتب :”اليوم 12 اغسطس 2012 قام الرئيس محمد مرسي  بإقالة المشير طنطاوي وسامي عنان وتعيين وزير للدفاع جديداً (عبد الفتاح السيسي)…”([27])من عجائب قدرة الله عزّ وجل في الحفاظ على هذا الوطن من التمزق والفوضى أن يعين مرسي (عبد الفتاح السيسى) وزيراً للدفاع فيكون هو الأداة الفعّالة لجمع شمل هذا الوطن والحفاظ عليه وعودة مكانة مصربين الدول.

يقول الكاتب :”البورصة تتكبد الخسائر أثر قرار مرسي بعودة البرلمان يوم 9/7/2012والتى قدرت بحوالى 4.5%وتفقد 11.2مليار جنيهاً من رأسمالها…”([28])،ترجع هذه الخسائر لعدم احترام جماعة الإخوان بقيادة مرسي أحكام القضاة فقد أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرار بحل مجلس الشعب وقد أعاده مرسي .

يقول الكاتب:”الشوارع فى حالة فوضى بعد ثورة 25 يناير فوضى عارمة الباعة العشوائيين أفترشوا كل الشوارع لا حرمة للقانون لا أخلاق ..المصريون لا يميزون بين الحرية والفوضى…”([29]) ، تشهد البلاد عقب الثورات حالة من الفوضى والهمجية وأعمال التخريب والعشوائية وذلك لتحقيق المطالب الفئوية.

يقول الكاتب:”…الجبهة الديمقراطية بيضربواالإخوان زى ما ضرب الإخوان الولاد فى الخيم …ماذا سيكتب التاريخ عن شعب يقتل بعضه …”،يشير السيد حافظ إلى أحداث الإتحادية بعدما أصدر مرسي الإعلان الدستوري واشتباك كل من المعارضين والمؤيدين لمرسي فى محيط قصر الإتحادية .

يقول الكاتب :”صديقي المناضل الكبير حمدين الصباحى الا تخجل مما حدث أمس الوقوف دقيقة حداد على روح ميرنا عماد …”([30])،يكشف الكاتب عن انتشار الإشاعات من جانب التيار الشعبى وآثارة الفوضى فى البلاد من أجل تحقيق أغراض شخصية والوصول إلى سدة الحكم فوقفوا دقيقة حداد على روح ميرنا التى تظهر وتنفى خبر وفاتها .

يقول الكاتب :”هذا وطن لا يعرف رجاله كيف تنار الشموع بل يعرفون كيف يطفئونها بأنفاس حقد وغل وكراهية ….أنا لا أفهم كيف لا يفرح الشعب المصرى بثورته ويتشاجر من أجل الدستور دعوا الدستور..أمريكا امضت 7 سنوات فى إعداده لكننا غاويين نكد ومشاكل وأخلاق عبيد…”([31])،يتحدث الكاتب عن الخلافات حول إعداد الدستور فى عهد مرسي وبين مدى اهتمام أمريكا بإعداد دستورهم وتنظيمه .

يقول الكاتب :”أهالى يقطعون طريق الإسماعيلية الزقازيق احتجاجاً على انقطاع مياه الشرب ..جريدة الأهرام20يوليو2012 ..أتصل بى ثلاثة أصدقاء كلهم طلبوا فلوس سلف عشان رمضان والظروف الصعبة وأنا ظروفي أصعب..الوطن محاصر بالأكتئاب “([32])،وهذا يدل على الانفلات الأمنى وانتشار المطالب الفئوية وعدم تحقيق العدالة المنشودة من ثورة25 يناير .

يقول الكاتب:”الأهرام 21يوليو 2012الحبس 18شهر وكفالة 1000جنيهاً للنائب السابق بمجلس الشعب ونيس بتهمة الفعل الفاضح بالطريق العام ..الوطن ليس بخير إنه مرتبك جدا”([33])، المنافقون السياسيون والأتجار بالدين من أجل المناصب العليا فى الدولة.

يقول الكاتب:”…مجدى العفيفى رئيس التحرير يسارى وتقدمى ورائع ..الغريب أن مجدى عفيفى لما عمل الماجستير والدكتوراه عن أدب يوسف ادريس اليسارى اتهموه بأنه إخوان ..بدون سبب “([34])،إذا

نظرنا إلى المواقع الإلكترونية منها موقع بوابة جريدة الأهرام تعرض بالصور صحفيون أخبار الأدب يعتصمون للمطالبة بإقالة العفيفى رئيس التحرير متهمين إياه بتدمير الجريدة الأدبية وتحويلها لأحد مطبوعات الدعاية لجماعة الإخوان ،ويقول آخرون إن العفيفي جعل جريدة أخبار الأدب بوقاً للجماعة بدليل الافتتاحيات المتعددة التى كتبها، ودعم خيرت الشاطر أن يكون رئيساً للوزراء وايضاً الأغلفة التى نشر عليها صورة لخيرت الشاطر وحسن البنا ،أما إذا نظرنا إلى بوابة فيتو 17/5/2013 جاءت بمقال تحت عنوان (أيها الشاطر خيرت ..ألزم حدودك)هذا ما قاله العفيفى وقد افحم الشاطر بقذائف نارية من الكلمات مثل (اتق الله يا رجل ،وإنها مصر يا خيرت)،ربما العفيفي كان يسارياً ولكن يتضح أنه من المثقفين المتلونين الذين ينحازون إلى نظام الحكم القائم أيًا كان اتجاهه يمينياً او يسارياً لتحقيق مصالحهم على حساب الوطن.

يتكأ السيد حافظ على قول الكاتب الكبير وليد الرجيب من قصة ذات انوحب من مجموعته الريح تهز الأشجار قائلًا:(الوطن جريح وجرحي المفتوح منذ النظرة الاولى واللمسة الأولى والبسمة الأولى والحيرة الأولى والاكتشاف الأول..وجرحي الأولا غائر أسيصبح ندبة؟ أم جرحا متعفنا؟)”([35])، ليكشف لنا عما يحمله على عاتقه من هموم الوطن وعن جرح وطنه وتألمه وقد امتزجت ذاته بذات وطنه (مصر) وذلك في أحداث 25يناير 2011م خوفًا من تمزق الوطن وتفكيكه.

يقول السيد حافظ:”كتبت في الفيسبوك ..الشعب المصري فقد الشهامة التحرش الجنسى فى كل مكان..ماذا جرى لنا؟ كأن ثورة 25 يناير أزاحت غطاء البلاعة فخرجت من تحت البلاعة رائحة وحشرات لاتطاق..”([36])، من الظواهر التي طغت على أحداث ثورة 25يناير ظاهرة التحرش التي تطاولت إلى فتيات ونساء مصر بخاصة في ميدان التحرير فمن وجهة نظري النقدية أن تفاقم ظاهرة التحرش والاغتصاب آنذاك كانت بغرض انتهاك كرامة المرأة قبل جسدها وذلك لمنعهن من التعبير عن آرائهن السياسية.

يقول الكاتب: “(إن جيلنــا فشــل بكــل إنتاجــه مــن كتــب فــي إقامــة ثــورة وأن مــدونات الشــباب على النت عملت ثــورة 25يناير2011)”([37])، فالواقع لكل كاتب ومفكر تأثيره في المجتمع بحسب فكره وإبداعه وعدد ما يتفاعلون معه ولكن هناك فجوه بين الشباب والمفكرين بل بين الأجيال بعضها البعض ربما يكون السبب في ذلك المستجدات المعاصرة التي أثرت على الشباب وأصبح يواجه بعض التحديات والأفكار فلابد من توفير بيئة دراسية فكرية مناسبة لتطوير شخصية الفرد وحثه على التطوير من فكره

يقول الكاتب:”..أزور الميدان، أرى الدبابات والجنود والوجوه المرتجفه، أتأمل صورة الجنرال التي تفترش المدى، أرجع باكيًا أتساءل ولماذا مت إذًا يارب؟! (قصة قصيرة جدا لمصطفى عوض)”([38])،يتحدث الكاتب عن نزول الجيش المصري ميدان التحرير عقب ثورة (25يناير2011م) حفاظًا على البلاد من التمزق.

يقول السيد حافظ:”كل أجهزة الإعلام تحرض الشعب على بعضه.. المذيعون والمذيعات يقومون بتقسيم الوطن والقنوات الخاصة تقوم ببث الفرقة والفتنة والثوار فى حالة استقطاب البعض أصبح مذيعأ وصحفيأ وممثلا ..كيف يحولون أبطال ثورة 25يناير إلى حالة مسخرة..”([39])،يتضح من مقولة الكاتب أن آفة البلدان العربية الأعلام المتلون.

يقول السيد حافظ:”..وقف الشيخ الجليل وسط الجمع الكبير مبتسما وفرحا، وضعوا أمامه عددا من الفتاوي الضرورية للمرحلة الراهنة، وقعها بهدووء، ثم أطفأ شموع كعكة عيد ميلاده الضخمة،التي صنعها له رجال السياسة والمال وقطع بيده صورته الموضوعة فوق خريطة الوطن (قصة قصيرة جدا لرضا عفيفي السيد”([40])،من إبداع الكاتب الثقافي تناصه مع قصص قصيرة وأحداث عصره التي تُألمه ،فالواقع قام بعض رجال الدين عقب ثورة الربيع العربي بتوظيف الدين لمآرب سياسية والتصريح بفتاوى من أجل المطالب الفئوية لبعض رجال السياسة.

 يقول السيد حافظ:” (اتصل بي بهيج إسماعيل و أخبرني أن القط نو س استولى على طبق الفتة الفاخر الذي اشتراه من مطعم مشهور في المهندسين وأكل نوس اللحم فألقىبه يجبال طبق في القمامة وحبس القط في البلكونة عقابا له على مافعله وظل بهيج طوال اليوم يتحسر على طبق الفتة الفاخر)”([41])،ينبغي على موظف الدولة التحلى بأدق المعايير السياسية والأخلاقية ويأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة وليست مصلحة فئه بعينها فمن يتولى منصب ولم يؤهل له يسلب منه وأن كان أسد في عرينه فمن يملك حنكة السياسة سيتمكن من تطويع كافه الصعاب أمامه وسيحالفه النجاح.

يقول السيد حافظ :”أنا مسلم سنى مثقف ..مثقف ..أسأل الإخوة السلفيين الذين هاجم أربعة منهم الرئيس الفارسي المسلم أحمدي نجاد أثناء زيارته لمصر سؤالا هامًا: كم عدد العلماء والفقهاء من الفرس الشيعة الذين خدموا الإسلام”([42])،إن التعصب بين الشيعة والسنه ليس قائما على نهج فكري بل قائم على نهج سياسي تاريخي منذ الفتنة الكبرى لمعاوية بن ابي سفيان وعلي بن أبي طالب وقد جعل الخلاف كل طائفة تتقلد سيفها وتقاتل الأخرى حتى تتطورت الخلافات واتخذت أبعاد إيديولوجية وسياسية ودينية وإجتماعية وخير مثال على ذلك حزب الله في لبنان الذي سيطر على مقدرات الشعب اللبناني وقد شرفت لبنان على الانهيار وكذلك مساندت ايران جماعة الحوثيين في اليمن بالعدة والعتاد فقد مزقت اليمن وشرفت على الانهيار.

    يقول السيد حافظ : “بورصة …استثمر نفسه فى بورصتهم  !علت أسهمهم  !هتفوا له .. انتشى! تمادى فى البزوغ.. فصفقو اله؛ ثمل! فقد ظل قلبه يحتسي قهوته وحيدًا كل مساء! (قصة قصيرة جدا لوجد الصحن)”([43])،إن المرشح الأكثر كفاءة الذي يستطيع دفع عجلة التنمية والإصلاح في اتجاهها الصحيح ومكافحة الفساد والنظر الي الوطن بعين الاعتبار ككل هو السهم الرابح في الانتخابات الذي تعلو قيمته ويهتفون له كالسهم الرابح في البورصة،فقد ابدع الكاتب في صوره الجمالية والربط بين البورصة والانتخابات.

وفي نهاية المطاف حول سيرة السيد حافظ الكاتب المبدع الذي سخر أدبه وفنه لصالح الوطن ينبغي القول بأنه كتب ما أنحنت لأهميته الجبين وأذاق المثقفين روعة أسلوبة وجمال أدبه فهو كالشجرة المثمرة أغصانها مظلة وثمارها نافعة.

والحقيقة توضح استراتيجية تفكيرالسيد حافظ قوه إبداعه الذي يشكل نشاطه الإنساني وأصالة تفكيره وقوة اتقانه لأحداث عصره وتناصه مع ما يماثل عصره،إن ابداعه يعبر عن شخصيته وواقعيته وما يجول في نفسه من آلام وطنه واخيرا دام الله إبداعه وإخلاصه لوطنه الحبيب.

المراجع:

[1]-السيد حافظ، رواية شاي بالياسمين،صـ8

[2]-االمرجع السابق،صـ8

[3]-المرجع نفسه،صـ8.

[4]-المرجع نفسه،صـ8

[5]-السيد حافظ،شاي بالياسمين،صـ25

[6]-المرجع السابق،صـ6.

[7]-المرجع نفسه ،صـ6.

[8]-المرجع نفسه،ص8

[9]-المرجع نفسه،صـ8.

[10]السيد حافظ،شاي بالياسمين،صـ8

[11]-المرجع السابق.

[12]-المرجع نفسه،صـ31.

[13]-السيد حافظ ، رواية شاي بالياسمين،صـ

[14]-السيد حافظ،شاي بالياسمين،صـ74

[15]-المرجع السابق.

[16]السيد حافظ،شاي بالياسمين ،صـ34.

[17]المرجع السابق،صـ35

[18]-انظر شاي بالياسمين،صـ37

[19]– السيد حافظ ، رواية شاي بالياسمين، صـ73.

[20]-السيد حافظ،شاي بالياسمين،هامش95،صـ154

1-السيد حافظ ،ليالي دبي-شاي بالياسمين،صـ5

1-المرجع السابق،هامش 106،ص190

[23]– لمرجع نفسه ،هامش 105،صـ181

[24]-السيد حافظ، رواية شاي اخضر ،الهامش 72ص ـ328

[25]-السيد حافظ،ليالي دبي

[26]-السيد حافظ،ليالي دبي

[27]– المرجع السابق

[28]-السيد حافظ،ليالي دبي.

[29]– المرجع السابق.

[30]-السيد حافظ،ليالي دبي.

[31]– المرجع السابق.

[32]السيد حافظ ،شاى بالياسمين ،هامش 8،ص22.

[33]المرجع السابق ،هامش 9،ص23،

[34]المرجع نفسه،هامش 7،ص19.

[35]– السيد حافظ، ليالي دبي – شاي بالياسمين –هامش 90 ،صـ151.

[36]-المرجع السابق،هامش91،صـ151.

[37]-السيد حافظ،شاي بالياسمين،هامش68،صـ105

[38]-السيد حافظ- شاي بالياسمين-هامش 116،ص ـ226

[39]-السيد حافظ– شاي اخضر– هامش22،صـ152

[40]-السيد حافظ ،شاي اخضر،هامش88،صـ391.

[41]-المرجع السابق ،هامش114،صـ219

[42]-السيد حافظ،ليالي دبي-شاي اخضر،هامش 8،صـ52

[43]-السيد حافظ، شاي بالياسمين، هامش 163،صـ377.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى