رواية ” أسد أم جفيل الأعرج ” (2)
طارق المأمون | شاعر وروائي سوداني
“سعدية” “أم جفيل”” كانت تملك ذلك القدر من الجمال الذي يلهم الشعراء و المغامرين الذين يشدهم الحماس الى رؤيتها , فلا يتهيب الرجل أن يسير المسافات الطوال ذات الليالي و الأيام لكي يحظى برؤية قد لا تتحقق و إن تحققت فقد تكون للمحة خاطفة لا تشفي غليلا و لا تروي ظمأ , و لكن سيرتها التي عمت جميع القرى في الوادي بل وفي البادية كلها كانت شديدة التحفيز لرؤيتها,
لم يكن هذا بالأمر المريح لأمها “نعمة” التي كانت تخاف عليها كثيرا من عيون الناظرين , و لا تريدها أن تمر بنفس تجربتها , لكن هذا الأمر كان يعجب أباها – الذي يظهر غير ذلك فعادة الرجال الغيرة على بناتهم – لأن فيه إشارة الى جمال أمها التي حظي بها بعد تنافس شديد على قلبها مع شبان القرى أجمعين , و لكنه هو من ظفر بها أخيرا , و كان يفخر بهذا كثيرا في المجالس و يقول (أنا صياد العناق النافر) يقصد نعمة … و “نعمة” أم “سعدية” بنت حمدان ابن تيراب بن فطومة بنت حليمة “أم بوارق” التونسية بنت “النَّقّوْ” الأولى , نُسبت لأبيها الذي جاء يطلب الذهب من بلاد بعيدة تسمى “تونس” هكذا كانت تقولها جدتي , و تقول أنه كان شديد البياض فكان يتحاشاه الناس خوفا من مرض يصيبهم أو لعنة تلحق بهم من مخالطتهم له فتلحقهم به , فإنهم يذكرون في تاريخهم مثل هذا المرض الذي يذهب اللون و يأكل الأطراف و يزهق الأرواح… استطاع التونسي جمع ذهب كثير عبر غرابيل جاء بها معه و سائل يصبه على التراب فيصبح ذهبا , كان شديد الكرم يغدق على من يعمل معه و يساعده في مهنته هذه المال الكثير و كان منهم جد حليمة الشرتاي “حاكم” الذي أصبح شرتايا – أميرا على القبيلة – بسبب إنفاقه المال الذي كان يجنيه من التونسي على الناس و حاجاتهم فحفر لهم الحفاير و الآبار وكان يقرضهم و يهديهم حتى أحبوه و جاؤوا به شرتايا رغم أنف الشرتاي آنذاك ” سرور”… و ما زالت العداوة بين أبناء “سرور” و أبناء “حاكم” قائمة الى اليوم…
“عاشة” و “غبيشة” أختا “سعدية “أم جفيل” لم يكن يغرن منها رغم تعاليها ودلالها فقد كانت أصغرهن , وهن من قمن بذلك التدليل و سمحن لها بل ربينها على ذلك التعالي و الدلال .. حتى أن أختها الكبرى أهدتها ذلك الجفيل الذي أهدته لها أمها “نعمة” و كانت تسميه “جفيل أبوي التونسي” الذي وصلها منه عبر أمهاتها الأقدم , و كانت “سعدية أم جفيل” تفخر به و تظهره كلما خرجت رافعة يدها في حركة ليبرق مع ضوء الشمس كأنها تعلن للعشاق عن خروجها فيراها من سعى لذلك , حتى أصبح ذلك الجفيل علامة يضرب بها المثل في الجمال و يحلف به فيقول مشتر إذا أغلى له بائع ثمنا : أهو جفيل التونسي حتى تغلي سعره الى هذا الدرجة.. أو يحاجج مغالط صاحبه فيقول له : أن رأيه أوضح من بريق جفيل التونسي …
لكن ذلك اليوم الذي ذهبت لترد هي و أختاها في حفيرة الشرتاي حاكم و اسمها “الحفير الصباحي ” أي الشرقي , و تقع شرق غابة صغيرة تفصل بين قريتنا و الحفيرة لم يكن كبقية الأيام , خرجت الفتيات الثلاث و كل واحدة منهن تحمل في حمارها أواني تجلب بها الماء الى بيت أبيها , و قد أعد أبوها لهذا الماء “تَبَريقاً ” بناه من الطين و ملط خارجه بروث البهائم حتى لا يتسرب الماء ثم كسا الروث بالطين اللازب الذي يكسب الحوض صلابة تمنع الماء من الهروب الى خارجه..و كان من عادتهن و عادة النساء اللواتي يجلبن الماء أن يغتسلن و يغسلن ملابسهن و ملا بس ذويهن على حافة هذا الحفير الموصول بمجرى سيل لا يكاد ماؤه ينضب الا أياما قلائل , قبل استئناف المطر صبه من جديد بعد أشهر من التوقف , و لقد أوصت النعمة بنتيها “غبيشة” و “عاشة” أن لا يدعن “سعدية” تبترد أمام البنات و النسوة الواردات خوفا عليها من عين كافرة تصيبها كما أصابت خالتها من قبلها فأوردتها موارد الهلاك, فقد كانت سعدية فارعة الطول بارزة الصدر منهدلة الكفل .ضامرة الخصر مكتنزة الورك مليحة الوجه .ذات لون رملي له بريق يتموج مع تموجات جسدها …كم كنا ننتظر يوم ورودها الحفير لنختبئ تحت شجرة أو فوقها ننتظر ساعة ابترادها كما ينتظر الزرع المطر …
سعدية التي يعجبها إظهار فتنتها كانت تتأبى عليهن و تصر أن تبترد مع البنات رصيفاتها على حافة الحفير, فيغصبنها على الإختباء وراء تبلدية عتيقة كبيرة واسعة الساق فتخلع ملابسها و تضع جفيلها فوق الملابس التي تضعها على حمارها المربوط في فرع ناتئ من شجرة التبلدي الكبيرة…كان هذا يتكرر كل مرة يذهبن فيها الى الماء ..الذي يكاد لا ينضب أبدا …
ندمت كثيرا أنني لم أخرج هذا اليوم فقد تورمت قدمي إثر شوكة كسرت بداخلها أخرجتها أمي بشوكة “مسكيت” كبيرة و كواها لي و الدي بميسم البقر حتى لا يزداد تورمها فأصابتني الحمى فلم أستطع الخروج , و بينما أنا راقد على فراش مرضي إذ بي أسمع جلبة و ضوضاء و خروج الناس يتدافعون نحو أصوات الصبية و النساء العاريات الباكيات يندبن و يصحن: الأسد أكل أم جفيل و أخواتها …الأسد أكل أ”م جفيل” و أخواتها ….
الروايات التي تروى كلها تلتقي في أن سعدية هذه ليست من البشر و أنها ذات علاقة بالجن لم تتضح , أقل هذه الروايات تشددا هي التي تقول أن عِرق أبيها التونسي القديم به دم جن ظاهر وأنه ما دله على هذه المنطقة غير الجن آبائه , فقد أتى من بلاد بعيدة كما تحجّينا – تقص علينا – جدتي حين تحكي عنه , نحن نقطن هنا منذ أول الدنيا و لم نكتشف هذا الذهب , رغم أن بعض المرويات القديمة كانت تقول باشتغال أجدادنا القدماء في الذهب مستدلين بجفيل التونسي الذي وجده ضمن كنز مدفون تحت بيت نمل كبير , و أن الدنيا كلها كانت تأتي الى هنا من أجل هذا الذهب.
أخذت تستظهر هذه الروايات بعض القصص المطوية عن قدراته العظيمة في استخراج الذهب , و كم من مرة عثر على حجر ذهب كبير كتلة و احدة حتى أنه لم يستطع حمله إلا بمعاونة الرجال.. ويذكرون كيف أن “حاكم” الشرتاي كان حارس خزنته الأمين و أنه كسب هذه المنزلة عنده لسببين أولهما أنه صاحب الأرض و ثانيهما حينما جاء له مرة بحجر يعلوه تراب أصر “حاكم” على أن به ذهبا مخفيا يظهر إنْ فتته الى تراب ثم حرقه بالنار, فلما فعل التونسي ذلك تحت إصرار “حاكم” فإذا بالحجر يزداد لمعانه قليلا قليلا إلا أن أصبح ذهبا خالصا , كافأ “حاكم” “التونسي” بأن منحه هذا الحجر كاملا دون أخذ نصيبه منه فترجاه “التونسي”أن يكون حارسه و صديقه… و تتويجا لهذه العلاقة تقدم “التونسي” بطلب ابنة حاكم “النَّقُو” زوجة له.. بعض هذه الروايات المؤكدة لعلاقة “التونسي” بالجن تشير في تساؤل أين ذهب هذا الذهب الكثير فإن “التونسي” لم يغادر المنطقة منذ جاء إلا مرتين و في المرتين لم يخرج بشيء كثير مما أخرج من خير الأرض إن لم يكن يخرجه له أهله الجن , بعض الخبثاء كانوا يلمحون أن “حاكم” هو من يخرجه له, لم تثبت هذه الرواية أو أن الناس كانوا لا يتجرؤون على قولها و ترديدها كثيرا لسببين الأول هو حبهم لآل “حاكم” الذي استمروا في برهم و تفانيهم في خدمة المنطقة , و السبب الثاني هو خوفهم من بطشهم فهم يعلمون كم هم عنيفون حين يقدح في أمانتهم…وآخر بواعث الشك في علاقة الجن بالشاب التونسي هي قصة اختفائه الفجائي دون أن يعلم أحد بمكانه حتى الآن .. وما يرويه الكثيرون عبر السنوات الممتدة منذ اختفائه الى يومنا هذا عن رؤيتهم له فجأة ثم اختفائه كما ظهر في أماكن كثيرة وفي أحداث مختلفة آخرها يوم هجوم الأسد على “سعدية أم جفيل”…
زواج “التونسي” بابنة “حاكم” “النّقّوْ” كان حدثا كبيرا في الوادي كله فقد كانت تعتمل مؤامرة كبيرة لإخراج “التونسي” من المنطقة يقودها الشرتاي “سرور” الذي رأى فيه خطرا يهدد زعامته ..و يبدو أن خبر تلك الإجتماعات التي تعقد ليلا لتدبير مخطط إخراجه كان يصل إلى “التونسي” بطريقة ما ..و هو مادفعه الى التعجيل بطلب يد ابنة “حاكم” لتكون زوجة له يحتمي بنسبها و عزوتها من مكايد الأعداء فقد كان يعلم و يعي جيدا أنه وحيد غريب في هذه المنطقة فلا بد له من ظهر يستند إليه , ذهب “سرور” الى السلطان في “الفاشر” يستعديه على الغريب الذي جاء ليسرق خيرات البلد المدفونة , و ليستعين به على آل “حاكم” الذين ينتمون لبيت حكم قديم أخذه جد “سرور” منهم عنوة في معركة مشهورة حسمها تدخل سلطان الفاشر آن ذاك لصالح آل “سرور”.
صفا الأمر “للتونسي” الغريب بعد أن ارتبط بعلاقة النسب مع “حاكم” و أرسل “حاكم” للسلطان هدية خالصة من الذهب الخالص و نصيب السلطنة و أخذ معه نفر من الشهود على ما قام به هذا التونسي من إعمار للمنطقة بالآبار و الحفاير و تمهيد الطرق , و أن الإتفاق معه يقسم ما تخرج الأرض من ذهب الى أربعة أكيال , كيل لسلطان الفاشر و سلطنته و كيل لأهل المنطقة و كيل للتونسي و الأخير “لحاكم” حيث تقع أعمال التونسي في نطاق أراضيه.. فاقتنع السلطان بعد أن أضاف كيلا لله هو كيل الزكاة لكنه جعله من كل المنتج قبل أن يقسم بما في ذلك ما يصله و سلطنته منه , ثم قام بإرسال موفد يهدئ من التوتر بين البيتين القويين وهو ما لم يرض “سرور” و كان كافيا “لحاكم” و صهره “التونسي” في هذه المرحلة على الأقل.
استتباب الأمور و ازدهار الثروة و الاندماج في المجتمع بهذه السرعة بعد أن كان منبوذا لا يجد من يأويه ثم الزواج من “النقو” بنت “حاكم” التي لم يكن أحد يجرؤ على التفوه باسمها دعك من زواجها , ثم ازدياد ثقة الناس للدرجة التي يذهب نفر من أعيانهم للشفاعة له عند سلطان الفاشر … كل هذا عزز رواية تأييد الجن له , هذا إضافة إلى ما روي عنه من صَلاته الكثيرة التي اشتهر بها و التي يكثر منها بالليالي الحالكة السواد و صوته العذب في قراءة القرآن , هذا الصوت الذي كان يجذب العمال الذين جاؤوا للعمل معه في مشروع ذهبه , خارج المنطقة المسكونة قرب سفح جبل بعيد يحتاج الى أيام بلياليها للوصول إليه في منطقة موحشة تسكنها الحيوانات بأنواعها كلها و تتراءى فوانيس الجن فيها بالليل تضلل الناس و تلعب بأخيلتهم..
قالت لي جدتي : هذه البنية – تقصد سعدية – لابد و أن سر أبيها التونسي ظهر فيها و بان دون أختيها اللتين لا تخليان من لمسة جمال تميزهن..
قلت لها : هل رأيت عينيها التين تشبهان عيني “المرفعين” – الذئب-. و لونها الذي يشبه لون بيت النمل ؟ قالت و هي تحمل عودا من شجر الدروب بيد و باليد الثانية فأسا لتكسره به لتزيد به لهب النار الذي يتوهج تحت إناء اللبن: و حياة الفكي “الشريف” هذه البنية ما ستفعله في هذه المنطقة أبوها التونسي ما فعله و البعيش بشوف..البنت بعد أن ماتت و أكلها الأسد تظهر مثل الشيطان ؟؟…
قلت لها : لكنها قالت أن الأسد أكل حمارها و لم يأكلها و أنها…
قاطعتني قائلة و هي تحشر عود الحطب الذي كسرته الى قطعتين تحت أثافي الإناء الذي كاد أن يفور بلبنه:
– أتصدق أن الأسد فرزها دون حمارها و أكل حمارها ..
ضحكت و قلت : أنا لو كنت مكان الأسد لأكلت الحمار فهو أكبر حجما و قد كان مربوطا ..
رمتني بقطعة – انت يا المطموس قاتلك ريدها – حبها – زي وليداتنا الباقين ..قم و انهر تلك العنز حتى لا تدفق اللبن…
الحكاوي و الأقاويل تكاثرت حول عودتها هي و أخواتها لكن نساء الحفير الذين جلبن الخبر يؤكدن أنهن رأينها تقف بين الأسد و الحمار الذي هاج و اضطرب اضطرابا شديدا ثم قطع حبله وجرى الى داخل الغابة و هو من نبه الجميع الى خطر الأسد القادم ..
“علي الأحيمر” صاحبي خصني بسره و هو يقسم أنه رأى الحمار عندما هاج و اضطرب و أن شجرته التي كان يتلصص منها على “أم جفيل” كشفت له كل شيء , و أنه تسمر في مكانه من هول المفاجأة و شدة الخوف , قال لي أن الأسد بعد أن كان متجها الى البنت و أختيها تركها و جرى و راء الحمار …و أن سعدية كانت أشجع من أختيها – التين فرتا مع النساء – حينما رأت اضطراب الحمار نظرت الى حيث يكثر الحمار الإلتفات و أنها رأت الأسد و هي من صاحت بالنسوة منبهة لهن بوجوده لكنها لم تشرد مثلهن بل عمدت الى غصن مكسور تتفرع منه أغصان حملته و هي تردد بصوت عال وفي تحد عجيب : أنا “أم جفيل” بت أبوي القتل أبوك يا الأسد …أبقى راجل و تعال ..
حلف “علي” أن الأسد بعد أن كان متجها إليها حرن في مكانه كأنه رأى ما أخافه ولم يتحرك ثم التفت الى الحمار وجرى وراءه.
خلعت عاشة قميصها و أعطته لأختها الصغرى أم جفيل لكن الأخيرة رفضت العودة حتى تعثر على جفيلها الذي كان فوق ملابسها في ظهر الحمار و تقول لهن لا بد أنه سقط ساعة هيجان الحمار لكن أختيها أخذن يجبرنها على العودة وهي تصر على البحث عنه فحملنها حملا و أجبرنها على العودة…
هذا السر لم أقله سوى لجدتي و بعض أصحابي لينتشر انتشار النار في العويش –الهشيم- ..
وقف “علي الأحيمر” أمام “نعمة” حاسر الرأس و لم يكن دفاعه سوى “أن كلهم يفعلون” مثبتا التهمة عليه أنه كان يتلصص عليها و هي تبترد , لكن نعمة لم يكن هدفها من سؤاله أمام أمه أن تلومه لأنها تعلم أنهم يفعلون فقد كان أبوه و رفقاؤه يفعلون مثله حينما كانت تبترد عندما كانت في سن “سعدية أم جفيل” بل أتت لتتأكد هل ظهر جدها التونسي و حمى ابنته من شر الأسد أم لا…
الجفيل الذي ضاع شغل البادية كلها , ألف الشعراء فيه الأغاني و القصائد التي تصفه و تصف بريقه و تعطيه صفات أسطورية في الجمال و بعضهم حكى عن قصته وكيف أن الله أخفاه آلاف السنين ليدخره لتك اليد التي خلقها الله بعناية له , و بعضهم يصف حزنه على فراق معصم سعدية … و بعضهم يصف الأسد و ولهه بها بعد أن رآها و يرثون لحاله الذي تبدل و أن قومه اتخذوا ملكا غيره لغابتهم لِما تغير من حاله , و أنه أي الأسد ذهل حينما رأى جمالها و أنه لم يجر وراء الحمار بل نجا بقلبه منها , و البعض الأكثر واقعية يصف شجاعتها و نبلها و تضحيتها و يرجعها الى أبيها “حاكم” الفارس المغوار ضناً بالفراسة و النبل على التونسي الغريب و القليلون الذين يشركونه في هذا الفخر…و آخرون أخذوا يصورونها وهي عارية تقاتل الأسد بسلاح فتنتها و و.. أخذ الدعاة و العباد يندهون – يتوسلون بالدعاء – الفقراء و الصالحين ثم رب العالمين أن يمن على الجميع و يرجعه مشركينه في حياء مع دعاء أن يخلص الغابة من شر الأسود ….و الشباب الذين يقتلهم الحماس يخرجون في جماعات يقصدون الأسد الذي هاجم “سعدية” لعلهم يقتصون منه في إفزاعها , و قد أصاب بعضهم أكثر من أسد و بعضهم أصابته الأسود إصابات خطيرة لا ينجو منها الكثير من الناس , و بعضهم صاد أسدا صغيرا في بدايه بلوغه و جاء به إليها , لكنها قالت أنه ليس هو و أن الأسد الذي هاجمها يشبه الأسد الذي قتله أبوها التونسي قبل قرنين من الزمن … فلما طلبوها أن تصفه قالت: له عقصة سوداء في أعلى كتفه الأيمن ثم أعلنت أمام الجميع و تحت شجرة الحُكْمِ و بكل جرأة لم و لن تمتلكها بنت غيرها : أن الذي يقتل الأسد ذو العقصة السوداء أعلى كتفه فإنها ستقبل به زوجا ولو كان فقيرا معدما و لو كان دميما أعورا و لو كان عبدا مملوكا … لتعلن احتدام المنافسة…..
يتبع بإذن الله