كاتب الفرح والكفاح الإنساني.. حنا مينه في ذكرى رحيله
سمير حماد | سوريا
ارتحل حنا مينه كاتب الفرح والكفاح الإنسانيين, ارتحل من كان يعتبر نفسه منذورا لإنقاذ الآخرين من براثن الخوف والمرض والجوع والذل, ارتحل من كان يرى أن وعي الوجود, هو الخطوة الأولى في المسيرة الكبرى نحو الغد الأفضل، والتخلص من حمأة الجهل.
ارتحل حنا مينه من كان يرى البحر مصدر إلهامه, حيث جاءت أعماله مبللة بمياه موجه الصاخب, فمعظم رواياته الأربعين كانت تدور حول البحر وأهله، وهذا دلالة على تأثره بحياة البحارة أثناء حياته في اللاذقية، ارتحل من كان يرى أن مهنة الكاتب ليست سوارا من ذهب, بل هي أقرب طريق إلى التعاسة الكاملة، ارتحل من كان يرى أن لحمه سمك البحر, ودمه ماؤه المالح, وأن صراعه مع القروش كان صراع حياة، أما العواصف فقد نقشت وشما على جلده, ارتحل من كان يقول:إذا نادوا: يا بحر, أجبت: أنا البحر, فيه ولدت وفيه أرغب أن أموت… تعرفون معنى أن يكون المرء بحاراً…؟
رحم الله حنا مينه, الكاتب العظيم والعزاء للكلمة والإبداع والكتّاب الذين فقدوا رائدا ومعلما قلما جاد زمننا العربي بندّ له أو بنظير.