رسالة خاصة إلى العوليم ليبرمان
توفيق أبو شومر | فلسطين
أوجه هذه الرسالة إلى وزير خارجية إسرائيل (إيفت) ليبرمان، وهو اسمه الروسي الحقيقي، قبل أن يغيره إلى أفيغدور ليبرمان، المولود في كسنيف 1958، ابن الضابط في الجيش الأحمر الروسي:
في آخر مقابلة لك مع صحيفة الغارديان البريطانية يوم 7/1/2014 وصفتَ (عرب إسرائيل) بأنهم مصابون بمرض البارانويا(انفصام الشخصية)، فعرب إسرائيل – وفق زعمك- لا يعرفون ولاءهم ، فهل هم فلسطينيون، أم صهاينة إسرائيليون؟!!فإذا كانوا فلسطينيين، إذن عليهم أن يلتحقوا بالدولة الفلسطينية، ويصبحوا من رعاياها، أما إذا كانوا صهاينة، فعليهم أن يُقسموا قسم الولاء لدولة إسرائيل، وأن يُجندوا في الجيش، ويمزقوا علم فلسطين، الذي يرفعونه في مباريات كرة القدم، وفي المظاهرات، ويقدموا طلب انتساب للحركة الصهيونية!!
أيها العوليم ( المهاجر الجديد):
هل هم مصابون بالبارانويا والانفصام؟ أم أنك أنتَ المصاب بهذا المرض؟!! والبارانويا، مزيجٌ من الجنون، والغرور ، والشكّ الدائم، والشعور بالاضطهاد، وحامل المرض ،دائما يتخيل كلَّ مَن حوله، وكأنهم مصابون بالمرض نفسه!
أنا أتابعُ حالتك المرضية ،منذ زمنٍ طويل، فمنذ أن هاجرتَ إلى وطننا 1978، وصرت من العوليم من الدرجة الثانية، ظللتَ تشعرُ بأن هذه الأرض ليست وطنك، ولعلَّ أسهل الطرق للوصول إلى المناصب، أن تحتقر أهلها الأصليين،وتواصل اتهامهم وتحقيرهم، فهذا هو أسهل طريق، تكسب بها عطف أمثالك، مِن المهاجرين.
ولم أرَ نموذجا، تنطبق عليه صفة( بارانويا) سوى حضرتك، فأنت مثالٌ ونموذج كاملٌ لهذا المرض!
وإليك تفصيلا لحالتك المرضية:
حين واجهك المجتمعُ الإسرائيليُ الجديد بلغة جديدة، وحياة تختلف، عن نشأتك في روسيا، فإنك لجأت إلى الجيش الإسرائيلي 1978 ، وحصلتَ بصعوبة على رتبة(رقيب) في سلاح المدفعية، وكنتَ منبوذا لأنك مهاجرٌ روسي، وحين التحقتَ بالجامعة العبرية، اخترتَ الطريق السهل، وهو أن تُبرز عضلاتِك على الطلاب الفلسطينيين في الجامعة العبرية، فكنتَ دائما محرضا ضدهم!
وفي الطور الثاني مِن مرضك، التحقت بحركة كاخ العنصرية، وصار مرشدك الأعلى هو ،مائير كاهانا، ولما أعلنتْ إسرائيلُ براءتها من مائير كاهانا، أنكرتَ الانتماء له،
ثم في مرحلتك المرضية الثالثة، قررتَ أن تعملَ حارسا أمنيا للملهى الليلي (شبلول) لتكتسب صداقات زبائن الليل في هذا الملهى، وهذا الملهى أوصلك إلى أن تصبح تابعا من توابع نتنياهو، فصرتَ مدير مكتبه، وحارسه الشخصي، ثم مديرا عاما لحزب الليكود!
وفي طور مرض البارانويا الرابع 1999أسستَ حزبَ إسرائيل بيتنا، مستغلا فيه أبناء جلدتك، من مهاجري الاتحاد السوفيتي، زاعما أنك مسيحُهم المخلصُ من العنصرية، التي تواجههم في المجتمع الجديد!!
ولكي تُنافس الزعماءَ السياسيين، الأقدم منك هجرة، فقد قررتَ أن تسكن في مستوطنة في الضفة الغربية، مستوطنة( نيكوديم)!
وفي طور مرضك الخامس، فتحت سوق المزايدات على دهاقنة السياسيين في إسرائيل، وحاولتَ أن تُنافس شارون في خططه، مما دعاه إلى إقالتك، بسبب معارضتك لسياسة إخلاء مستوطنات غزة 2004 ، وفي هذا الطور ناديتَ بترحيل الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948 إلى أراض الدولة الفلسطينية الجديدة!
ونظرا لاستفحال مرض البارانويا عندك، وتقمصك شخصية نقيضة، فإنك في عام 2009 قلتَ في مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست:” أنا مستعدٌ لإخلاء بيتي في نيكوديم، في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين”!!
ومن أخطر أعراض مرضك، والتي تتطلب الحجر النفسي عليك، وهي مستندات قانونية،تكفي لمحاكمتك أمام محكمة مجرمي الحرب، أقوالُك التالية:
– لقد قلت، امام وفدٍ دبلوماسي من السفراء الأجانب في إسرائيل عام 2001 : إذا لم تتوقف مصر عن تهديد إسرائيل، فلا مفر من ضرب وتدمير السد العالي لإغراق مصر!!
– يجب تدمير كل مقرات السلطة الفلسطينية في رام الله بالإف 16 عام 2002 لأن السلطة تواصل التحريض والإرهاب!!
– على إسرائيل ألا توافق على إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، فهؤلاء يجب دفنهم أحياءً، في البحر الميت، وأنا كوزير مواصلات مستعدٌ لنقلهم مجانا إلى هناك!!
– يجب تدمير غزة، كما فعلت أمريكا باليابان، في الحرب العالمية الثانية، باستعمال السلاح النووي، أثناء عملية الرصاص المصبوب 2009 .