اقرأ واستمع خالد الخنبـشي يقرأ لأنس الدغيم ” وشّيتُها ذهباً “
وشّيتُها ذهباً و راقَ الماءُ
في كأسها فتسابقَ النّدماءُ
===
رقّتْ محاسنُها فلا هي أحرفٌ
تُتلى و لا هي غادةٌ صهباءُ
===
القاصراتُ الطّرفِ من خَفَرٍ لها
دِيَمٌ و أنت لمائهنّ إناءُ
===
يوشينَ بالمعنى و يمسكُ بعضها
خجلاً فلا ألفٌ يُرى أو باءُ
===
يا ماءَ بدرٍ لو لمستَ قصائدي
سُقيا لزهر قصائدي يا ماءُ
===
آنستُ نارَكَ فالتمسْ لخواطري
قبساً يضيءُ القلبَ يا سيناءُ
===
تَرِبتْ يداي إذا حُرِمتُك شافعاً
و مُنعتُ حوضَكَ أيّها السّقّاءُ
===
يا أيّها المكتوبُ في أعماقنا
أنت الكتابُ و كلّنا قُرّاءُ
===
إي يا بن عبدالله ما بلغَ الهوى
منك الذي يرجو و لا الشّعراءُ
===
كم غادر الشّعراءُ من نظمٍ و كم
راحوا على طُرقِ البيانِ و جاؤوا
===
و تظلُّ في كلّ القلوبِ محمّداً
الصّمتُ فيكم و الكلامُ سَواءُ
===
فانظرْ إليّ إذِ المدائحُ جمّةٌ
و تعدّدتْ في حبّكَ الأسماءُ
===
و إذا قريشٌ لم تسعكَ بيوتُها
فالشِّعبُ قلبي و الفدا الأحشاءُ
===
يا أمّ معبدَ ليت قلبي خيمةٌ
لتدوسَه بنعالها النّزلاءُ
===
يا سيّداً و محمّداً يا فوقَ أنْ
ترقى إليك الأعينُ العمياءُ
===
هم حاولوكَ فلم ينالوا و انتهوا
و سموتَ حتّى لا تُرى فاستاؤوا
===
لم يعرفوا قدرَ النّبوّةِ فارتقوْا
عبثاً لكي يصلوا إليك فباؤوا
===
و تسلّقوا سورَ الجمال فأُتبِعوا
بشهابِ صدقٍ من يديك فساؤوا
===
لتظلّ في خَلدِ الزّمان محمّداً
مهما جنتْهُ رسومُهم و أساؤوا
===
هم حاربوكَ فأنت أوّلُ ضوئنا
ليموتَ في أُفقِ الشّعوبِ ضياءُ
===
هم حاربونا فاستفاقتْ غزَّةٌ
في كلّ قلبٍ و استجدّ لواءُ
===
و لكي يظلّ الدّينُ هانتْ أنفسٌ
و توسّدتْ هذا التّرابَ دماءُ
===
فنموتُ ألفاً كي تعيشَ عقيدةٌ
و نُهدُّ ألفاً كي يتمّ بناءُ
===
فلْيحبسوا صوتاً سيوقظُ ليلَهم
من صبحِ أرضِ الرّافدينِ قُباءُ
===
ولْيشعلوا ناراً سيطفئُ نارَها
” حم ” و الأنفالُ و الإسراءُ
===
و ستعلنُ الدّنيا خلافتَنا فلا
نامتْ عيونٌ أهلُها جبناءُ
===
إن شئتَ سلْ عنّا تجبْكَ الصّينُ عن
أخبارنا و تردّدُ الحمراءُ
===
سلْ أيُّ بحرٍ ما لهُ من رَوحنا
موجٌ و نجمٍ ما له لألاءُ ؟!
===
نسقي الورودَ الظّامئاتِ بطيبنا
و من العيونِ الباكياتِ الماءُ
===
فإذا لبسنا للحروبِ دروعَنا
فمن الدّماء المسكُ و العرفاءُ
===
طافتْ على وجه الثّرى حملاتُنا
فلهديها في العالمين رُخاءُ
===
فسيوفُنا حمراءُ من وهجِ الهدى
و قلوبُنا من وهجهِ بيضاءُ
===
في بيعةِ الرّضوان كانَ لقاؤنا
و على تخومِ الرّومِ كان لقاءُ
===
فرجالُنا عند المعارك عامرٌ
و نساؤنا عندّ اللّقا خنساءُ
===
و قوافلُ الخيلِ الأصائلِ حُوّمٌ
عمْروٌ على صهواتها و براءُ
===
فسطاطُ عمْروٍ في صحائفِ حسننا
و يمامُ مِصرٍ كلّه شهداءُ
===
غنّى لنا رملُ الحجازِ و أزهرتْ
جرّاءَ خيلِ محمّدٍ سيناءُ
===
إنْ يحمدِ القومُ السُّرى في صبحهم
فلخالدٍ عندَ الصّباحِ بلاءُ
===
من كان في هذا الوجودِ محمّداً
أو منه فالدّنيا له دهماءُ
===
مولاي ذكرُ الخالدين مفازةٌ
تُرجى و وصلُكَ للقلوبِ رجاءُ
===
الباقياتُ الصّالحاتُ و ما حوتْ
من غير حبّكَ ما لهنّ بقاءُ
===
فعليك من ديم الصّلاةِ هواطلٌ
مُزنٌ و من دِيَم السّلام رواءُ