الحفيدة الغالية
حاتم جوعيه | المغار – الجليل
( قصيدة نظمتها على لسان الجدة تخاطب حفيدتها.. لقد طلبت مني الجدة الطيبة والحنونة أن أكتب لها هذه القصيدة لحفيدتها الغالية ” ).
حفيدتي حبيبتي الغالية التي لأجلها يطيبُ العيشُ والبقاءْ
أنتِ لنا الإكسيرُ والترياقُ والبلسمُ والشفاءُ
يا مُنية القلبِ ويا كلَّ الأماني الرَّجاءْ
يا منبعَ الحبور أنتِ والطُّهارةِ والنقاءْ
وصبحَنا المطلَّ من بعد دُجًى فيهِ لكم طالَ الدُّعاءْ
يا ملاكًا يُعانقُهُ الحسنُ والبهاءْ
يا نغمةً سحريَّةً
وبسمةً هنيَّةً
وَوَردةً نديَّةً
تفوحُ بالشَّذاءْ
وجودُكِ الزّادُ لنا في سَغبِ المسيرْ
يجلو الأوامَ كلما طالَ الهجيرْ
يبتسمُ القلبُ المُعنّى والأسيرْ
آمالنا الجذلى اشرأبَّتْ وعلتْ أغراسُنا بينَ الصُّخورْ
نهرُ الحياةِ قد جرى عذبًا نميرْ
أيَّامُنا ..أعراسُنا مزدانةٌ بالسَعدِ دومًا والسُّرورْ
حفيدتي يا بهجة الروحِ ويا أنشودتي الأحلى وياحُبِّي الأثيرْ
أتيتِ فاحلوَّتْ لنا كلُّ الدُّنى وابتسمَ الوُجودْ
ترنَّمتْ في دوحها الأطيارُ في أبهَى نشيدْ
وازدَهتِ الوهادُ والعُمرُ انتشى وابتهجَ المدى .. وكم تاهَ الصَّدى
في رعشةِ الدّهرُ الكنودْ
واخْضَوْضَرَتْ كلُّ الصَّحاري والفيافي والنُّجُودْ
قدُومُكِ اليُمنُ هُنا والسَّعدُ والعيشُ الرَّغيدْ
أنتِ الهنا .. أنت المُنى يا فجرَنا المنشودْ
أحييتِ ما قد ماتَ فينا من سنينٍ وأعدتِ حُلمنا الموءُودْ
يبتسمُ الفلُّ لمرآكِ وتزدهي الطبيعةُ والفصولْ
تشعُّ أنغامُ السلامِ .. والورودُ عطرها كم يبهجُ الأجواءَ ..والأطيارُ والأقمارُ تشدو لمحيَّاكِ الجميلْ
والأقحوانُ..إنّهُ دومًا يغنِّي لك ثمَّ الياسمينُ والخمائلُ.. للمدى ..والبيلسانْ
يا حلمنَا الورديَّ والشهد المُصَفَّى والسُّلافهْ
يا أملًا مُزدهيًا يبقى على مرِّ الزمانْ
بيتُنا يشعُ بالحُبِّ والنورِ والضياءْ
أجواؤُنا دافئةٌ وادعةٌ تموجُ بالهناءْ
أنتِ أيا شدوَ الكنارِ وَعَندلة البلابلِ في الحقولْ
تبقينَ سيمفونيّةً خالدةً تحيينَ مهجةَ المُعَنّى والعليلْ
حفيدتي حبيبتي الغالية الصَّغيرَهْ
للقلبِ.. للنفسِ وللروحِ العزيزةُ والأثيرَهْ
يا منبعَ الطُّهرِ وعنوانَ البراءةِ والوداعةِ والسَّناءْ
دُمتِ لنا يا قرَّةَ العينِ ويا كلَّ الأماني والرَّجاءْ