ضنيت بالوعد

غازي شقرة | لبنان – سوريا

اللوحة للفنان الإيطالي: فيليبو إندوني

ألا قدْ ضنيتَ القلبَ والعينَ بالوعدِ
تناسيتَ تاريخي وأصلي ومنْ جَدّي

///

ظننتَ بأنَّ المالَ باقٍ رصيدهُ
وميعادُ من يهوى الثراءَ إلى اللحدِ

///

وأيُّ عناقٍ للحياةِ تركْتني
جريحاً على أرضِ الكرامةِ والسعدِ

///

ولي فوقَ دربِ الياسمينِ روايةً
فهلْ ماتتِ الأحلامُ في خانةِ الودِّ

///

لقدْ ذلّنا فقرٌ وما بانَ عذرَهُ
وأنتَ كمثلِ الرمحِ تجرحُ في العَمْدِ

///

أتدري شتاءٌ جاءَ والسمِّ بَردُهُ
فأشعلتُ عيدانَ الثقابِ منَ البردِ

///

صنعتُ منَ الماضي عبيراً معاتباً
زماناً بهِ وغدٌ يدوسُ على الشهدِ

///

وكيفَ أهابُ الموتَ في سكراتهِ
غداةَ صباحٍ قدْ رسمْتهُ في المهدِ

///

وهلْ يثمرُ المعروفُ فوقَ ترابهِ
لقدْ غابَ في ظلِّ المطامعِ والحقدِ

///

كريمٌ ورغمَ البؤسِ أبغي كرامتي
ولكنْ سكبتُ المرّ دمعاً على الخدِّ

///

أنا ذاتَ يومٍ قادمٌ كثائرٍ
أدافعُ عنْ عيشي وعنْ لقمةِ الكدِّ

///

فنعمَ دروبُ الحقِّ فيها عدالةً
رأيتُ صروفَ الدهرِ أعدلُ بالعبدِ

///

رضيتُ بها حكماً وشرعاً وعاقلٌ
لقد عاتبَ الأقوامَ في الحكمِ والعهدِ

///

أيا منْ ظلمتَ الناسَ هلْ لكَ ناصرٌ
إذا جاءَ يومَ الحشرِ والعذرُ لايجدي؟

///

فدعْ مالكَ الفاني يقودكَ هالكاً
لقدْ خابَ منْ يبني قصوراً على العُمدِ

///

وإنْ كنتَ تخشى الزهرَ والشوكُ حولهُ
فكيفَ إذا سلَّ الحسامُ منَ الغُمدِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى