كائنٌ معذب

د. ريم سليمان الخش | فرنسا – سوريا

اللوحة للفنان البرتغالي: خوسيه دي ألميدا إي سيلفا

يُعذّب لا يدري علامَ مصائبه
ومن أيّ نصلٍ تستغيث جوانبه؟!

///
لماذا انتكاسات الحياة تواترت
فضاقت لتُخنقَ إثر ضيقٍ رغائبه

///
لماذا يقاسي مرغما متفجّعا
وسيماء أبناء الشقاء مصاحبه

///
أخاديدَ خطتّها الحياة بلؤمها
توثّق وجها أغرقته مصاعبه

///
خبا فيه إيماض التفاؤل بعدما
تباعد مرسى واستبيحت مراكبه

///
لماذا ندوب القلب زاد عديدها
فما موضعٌ إلا وفيه عجائبه!!

///
يلوّع لا يدري إلامَ عذابه
وأوجع بأسٍ أن تضيع مواهبه

///
لماذا رماه الحظ بعد التقاطه
وكان جميلا أن يظلّ يصاحبه

///
كصيدٍ تعالى والشواهق صغّرت
إلى أن تخلى حظه وهو خائبه

///
وكان عظيما أن يحلّق عاليا
أمانيه في عمق الظلام كواكبه

///
يوجّع لا يدري إلام متاعبه
علام اختناق العمر حيث رواحبه

///
وماالحسّ ماالإحساس ماالوعي بالأسى
أكيمياءَ لا يقوى عليها تلاعبه؟!!

///
لعلّ حصاد الوعيّ مذ عاش خلّبٌ
لعلّ الأماني محض وهمٍ يواكبه

///
لعلّ تخاييل الشقاء خيوله
محمحمة والقلب جمرٌ تذاوبه

///
فيهذي وتصهل في حميم تسعّرٍ
يصارع غولا بالخيال يغالبه

///
ويعجب من طينٍ يعاني توجّعا
نواقله وسط الدماء عجائبه

///
تمنى زوال الوعي عنه مغيّبا
خلاصا تمنى والخلاص مجانبه

///
هناء الفتى في أن يموت وينتهي
يُريحُ وتستغشي العذابَ غياهبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى