زراعة نطف جنود جولاني
توفيق أبو شومر| فلسطين
التقطتُ خلال أيام الحرب على غزة عام 2014 مقالا كتبه المؤرخ الجديد، إيلان بابيه، في صحيفة الاندبندنت، وهو المؤرخ الذي كتب كتاب (التطهير العرقي) للجنس الفلسطيني من قِبَلِ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية!
وكان إيلان بابيه برفسورا في جامعة حيفا، طاردته إسرائيل وأجبرته على الرحيل، فترك جامعة حيفا، بعد أن أشرف على رسالة ماجستير ،بعنوان، (مجزرة الطنطورة) للباحث تيدي كاتس ، ثم ألَّبت عليه كل الأساتذة فنقضوا الرسالة وحرموا صاحبها من الدرجة ، بعد منحها له بأشهر، وهذا أمرٌ شاذٌ عن القواعد الجامعية في العالم!!
قال إيلان بابيه في مقاله:
” كنتُ أثناء عملية الجرف الصامد في إسرائيلفي شهري يوليو وأغسطس 2014 ، ولاحظتُ ظاهرتين خطيرتين:
الظاهرة الأولى، وهي دعاية لبنك(المَنِي) أو بنك النُطف، وهو بنكٌ يقوم بحفظ الحيوانات المنوية من المتبرعين الرجال، لغرض منحها لنساء إسرائيل اللاتي لا يُنجبن طبيعيا!!
ليست المشكلةُ في البنك، بل إن الدعاية تقول إن النُطَف المحفوظة في البنك هي لشباب كتيبة غولاني، وكتائب الصفوة، وهم من نفَّذوا عملية الجرف الصامد في غزة، وهي نُطف السوبرمان الجندي الإسرائيلي، وهذه دعوة لكي تزرع نساء إسرائيل في أرحامهن هذه النطف السوبرمانية!!
يضيف إيلان بابيه: ” كل ذلك على الرغم من أن جنود السوبرمانية الإسرائيلية لم ينتصروا على المقاومين في غزة، وهذا يشير في المقام الأول إلى العقيدة الصهيونية ، عقيدة خلق التفوق اليهودي الجيني، في بلاد لا يمكن أن يكون اليهودُ فيها هم الأكثرية، وهم الجنس المحارب النقي الذي أباد المدنيين في غزة!!
إنَّ كل ذلك لا يمكن أن يتحقَّق إلا بالتطهير العرقي للفلسطينيين!
يضيف:
أما الظاهرة الثانية الغريبة التي ظهرت في مواقع الإنترنت أثناء عملية الجرف الصامد، كانت الاستبانة التي وُزِّعتْ على طياري سلاح الجو، وهي خمسة أسئلة، منها السؤال التالي:
ما الموقف المضحك الذي شاهدته أثناء تنفيذك العمليات؟
هل يتخيلْ أحدٌ مثل هذا السؤال؟!
هل يتصور أحدٌ سؤالا كهذا وسط تشريد نصف مليون غزي من بيوتهم وتدميرها، وأثناء موجة الاحتجاجات العالمية على المجازر والجرائم؟
أيُ موقفٍ مضحكٍ هذا الذي يمكن أن يكون وسط هذا الدمار؟
ختم إيلان بابيه مقاله:
“لقد حذَر السير توماس راب، الدبلوماسي البريطاني في الشرق الأوسط عام 1950 ، حذَر السير إيرنست بيفن، من خطر التحيُّز لإسرائيل لأنه سيهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها، ويجعل إسرائيل تتحول من الديمقراطية إلى الديكتاتورية والتطرف اليميني… إن هذه النبوءة تتحقق اليوم أمام عينيَّ!”