المجتمع المدنى مرآة الديموقراطية
د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية
إن وجود مجتمع مدني قوي أمر مطلوب لإنتاج قادة، وتعبئة الشعوب حول واجبات وحقوق الحياة الديمقراطية، ولكن من أجل ازدهار مثل هذا المجتمع المدني، فالأمر قد يتطلب فى المقام الأول بيئة ديمقراطية وعملية جراحية تسمح بحرية التعبير، وتقديس النظام.
لذلك، فإن علاقة الدولة بالمجتمع المدني، ودعمها له، هي من أهم مؤشرات الديموقراطية وفرص تطور النظام الديمقراطي في دولة معينة. كما أن الفقر وعدم المساواة وسوء التعليم وتفشى الأمية، بما فى ذلك الإلمام بالقراءة والكتابة هى عوامل تضعف التزام الناس بالإصلاحات الديمقراطية وخطوات التحديث، لأن مجرد البقاء على قيد الحياة، يومًا بعد يوم، قد يصبح له الأولوية العليا عند عموم الناس.
لذا، يعتقد البعض بأن فشل التحول الديمقراطي قد تنتجه سلطة الدولة ذاتها حيث إن التحول الديمقراطي لا يمكن أن يتم إلا عندما يمتلك جهاز الدولة إلى الإرادة الى تثبيت الأسس الديمقراطية بالتعاون مع “وليس سحق” خصومه ومعارضيه. لذا، لن يفلح الضغط من الأسفل إذا كانت القيادة السياسية معارضة للإصلاح الديموقراطي، في الحين نفسه فأن عملية الإصلاح من أعلى إلى أسفل (كما حدثت بفعل ثورات الربيع العربى) لم تكن مثمرة، حيث ارتمت فى احضان مجتمعات مهلهلة، وتفتقر الى الثقافة السياسية والخبرات.
وأخيرا فإن غياب الوعى السياسى، والافتقار إلى المجتمعات المدنية المؤهلة لصنع المستقبل، واقتصاديات حرة يحركها السوق في العديد من دول الشرق الأوسط، ربما يقوض القدرة على بناء نوع من الاستقلالية الفردية التي تساعد على تعزيز الديمقراطية فى البلدان.