قصة اختطاف قطتين غزيتين
توفيق أبو شومر | فلسطين
صدر كتاب جديد في إسرائيل، ضمن سلسلة قصص الأطفال بعنوان: (قصة قطتين من غزة). أحداث القصة المُصوَّرة جرتْ في أحد بيوت بلدة خزاعة، جنوب شرق قطاع غزة. مُختطِف القطتين جنديٌ في لواء المشاة، اسمُهُ، ماتان ميشاي، وهو طالب هندسة، في جامعة بئر السبع.
مؤلفة الكتاب هي، نوريت شتاينبرغ، والكتاب الذي يحكي القصة مصقولٌ ومملوء بالصور والرسومات الجميلة للجندي، وهو يُطعم القطتين.
الاسم الجديد للقطتين، أطلقه، الجندي، ماتان، بعد اختطافهما هو: ( تسوك، إيتان) تسوك، قط غزي أبيض، وإيتان، قطة غزية شقراء.
التسمية بالعبرية، هي (الجرف، الصامد) والتسمية أطلقها الجيش الإسرائيلي على العملية العسكرية، التي شنَّها على غزة، يوليو، أغسطس 2014.
بيت الإيواء الجديد للقطتين، بيت الشابة، كرستينا، في تل أبيب.
القصة حقيقية، كما ترويها كاتبتُها، نوريت شتاينبرغ.
جاء في مقدمة القصة:
“مسَّتْ قصة القطتين قلبي، وفتحتْ لي نافذةً على قلوب جنودنا، وكيف أنهم أثناء الحروب والأزمات لا يفقدون أحاسيسهم، وعواطفهم، ورقتهم، على الرغم من الظروف المحيطة بهم”
إليكم أحداث القصة، على لسان الجندي ماتان:
“دخلتُ بيتا غزيا، لمعتْ في إحدى زوايا البيت الغزي عينان، وجهت الضوء نحوهما، فكانت العينان لقطٍ أبيضَ، وإلى جواره، قطٌ أشقرُ، وهما يرتعشان من الجوع، والعطش، فاقتربت منهما، وأطعمتهما من طعامي، وسقيتهما من الماء الذي أحمله، أمضيتُ معهما ثلاثة أيام كاملة، ونشأت بيننا علاقة حب، وقررتُ أن أحملهما معي في صندوق الأوراق الكرتوني، وأضفتهما إلى حملي الثقيل من الذخيرة والسلاح.
كانت المهمة الثانية إيجاد المُتَبَنِّي، وسرعان ما وجدتُ مَن يتبنَّى، تسوك، وإيتان، وهي الشابة، كرستينا من تل أبيب!!”
(انتهت قصة الأطفال الجميلة!! تسوك، وإيتان)
غير أنني قررتُ بعد ترجمتي لهذه القصة، يوم 27/8/2015 أن أقوم بإكمال ما خفي منها:
القط، (عمر) والقطة، ( سلمى) كانتا قُرَّة عين للأخوين الغزيين؛ (بيسان) و(أشرف) في حي خزاعة بغزة.
أشرفتْ الطفلة بيسانُ، ذات الثماني سنوات، على ولادة وتربية القطتين، واعتادت أن تقدم لهما وجبات الطعام اليومية، أما أخوها، أشرف، ذو الست سنوات، فكان يقوم بتنظيف فروة القطتين بالفرشاة، وما أكثر ما شاركت القطتان بيسان، وأشرف، في غرفتيهما، تنامان بعمق في الكرتونة الموضوعة لهما خلف الباب!
وذات ليلة، عندما كانت القطتان تلهوان في ساحة البيت، سقطت القذيفة الأولى، على غرفة بيسان، وأشرف، وهما نائمان، بعد أن ضغط، الجندي، ماتان على زناد المدفع الضخم في دبابة المركباه!
أما القنبلة الثانية، التي أطقتْها دبابةُ ماتان، فقد أدَّتُ إلى انهيار سقف البيت، فوق سريري، بيسان، وأشرف، ولم يُعثر على جثتيهما، لأنهما دُفنتا في الركام!!
وعندما انهار البيتُ كلَّه، ولم يبق فيه أحد من ساكنيه، قررتْ القطتان، سلوى، وعمر، أن ترحلا إلى مكانٍ آمن، فاحتمتا في إحدى زوايا بيت الجيران، الناجي من الانهيار! وهناك تعرضتا للخطف على يد الجندي، ماتان، حامل المدفع الرشاش! ولم تتمكن القطتان من الهروب، خوفا من بندقية، ماتان !!
أكملوا القصة، بقصة أخرى لأطفالنا!!