أف أنا زهقت.. أف أنا مليت
موسى محمد دبيش | اليمن
عبارات ومثلها كثير دائما مانسمع البعض يرددها بسبب سأمه من الحياة والروتين الذي يعيش فيه.. ولو تأمل هذا المتأفف في النعم التي أسبغها الله عليه لما كان هذا حاله؛ يمشي على قدميه في حين حرم الكثير منهما، ويرى بعينيه بينما حرم الكثير منهما، وينام مرتاح الجسد بينما يعاني الكثير ولايستطيعون النوم بسبب آلامهم، ويأكل وأسرته أفضل الأطعمة بينما الكثير يبحث عن فضلات الطعام، ويغدو ويروح بأمان بينما الكثير نزع منهم الأمن ينامون ويستيقضون ويغدون ويروحون تحت أزيز الطائرات وقذائف المدافع وووووو——إلخ من النعم الظاهرة والخفية .
أيها المتأفف احمد الله على نعمة العافية، وحاول أن تزور المستشفيات، وحاول أن تزور السجون، وحاول أن تزور دور الأيتام، وحاول أن تزور دور العجزة، وحاول أن تزور الأحياء الأشد فقرا، وحاول أن تزور أماكن تعلم ذوي الاحتياجات الخاصة، وحاول أن تزور حالة من حالات التوحد.. ستجد نفسك ملكت الدنيا بحذافير نعمها، وبرهجها، وستحس بأنك سلطان زمانك وستحس بقيمة كل لحظة وأنت تتمتع فيها بتلك النعم في حياتك، ولن تجد للسأم والتأفف مكانا؛ بل ستجد بأن تفكيرك كان سطحيا تافها وساذجا.