ثلاث جمرات

عبد الرزّاق الربيعي

١- لظى
نارُ تسعّرُ في الضلوعِ وخلفي
النيرانُ تأكلُ في الظلامِ وتشربُ
وتسدِّد الطعناتِ للظهرِ
الذي لم تحنهِ سنواتُ عمرٍ خلّبُ
بين الجوانح كربلاء تلتظي
ومن الشدائد فيّ تنحب (زينب)
كم من طفوف، في محرم حزننا
راحت من الدمع المعفّر تحلب
أمشي على جمر الندامة حافيا
وأكيل من حبر الفرات وأكتب
النار خلفي، والحريق بمهجتي
ومن الليالي بي تدثّر غيهب
وأمامي الأيّامُ أشجارٌ ستغدو
للظى حطبا، فأين المهربُ؟

٢- وشوشات المخدّة

حين وضعت
تاجي على المخدّة
اصطدم بجبل
فوق رأسه غيوم
تكدّست عليه وشوشات:
الأرق
الأسرار
الكوابيس
الاحلام الموؤدة
الدموع الناشفة
قشور السهاد
الذكريات
حبّ الشباب
القبل اليابسة
نزلتُ من أعلاي
إلى أسفله
مسحتُ الدماء الجافة
رششتُ على جراحاتها الضماد
فعرف بيت المخدّة
الطريق
إلى دوائر الماء
والصابون
وفقاعات الظلام
فجأة..
دارت الليالي الطويلة
دارت الكوابيس
بالأحلام الموؤدة
والدموع الناشفة
اختلط الأرق بالأسرار
دارت الليالي
بقشور الذكريات
وجذور حبّ الشباب
والقبل الجافّة
دارت الليالي
دورتها
ثم توقّف كلُّ شي
وانفتحتْ
خزائن الليل المبلّلة
سالت مع الماء والصابون
لتذوب
في مكبّ نفايات الأنهار
فيما حمّصت الشمس
بيت المخدّة الأبيض
وحين وضعتُ تاجي
على جداره
تسللتْ لمسامعي
وشوشاتٌ جديدة

٣- سدول

قُبيل المساء
أعدّي لنا
وجبة من ضياء
وأسى
وسراب
وإن أجدب القلب
أمحلت الريح
جفّت ضروع السحاب
وترمل نهر الوداد
ومامن شراب
اقسمي
دمعتي
بين كاسين
مملوءتين هوى
وعتاب
ثم اسدلي الليل
علينا
اسدليه
حدّ الغياب