العدالة في عالمنا الإسلامي المعاصر

د. يحيى عبد الله | أكاديمي من موريتانيا

اللوحة للفنانة العراقية: يسرى كماله

تترنح العدالة التي هي أم القيم وأساسها في عملية أي نهضة شاملة لا يمكن النهوض في حال تغييب العدل وإزالته عن دائرة الأولويات فإذا صنع مجتمع إنساني أولويات لا توجد من ضمنها العدالة فلن تستقر سفينته ولن تعبر إلى مرافئ الحضارة المزدهرة.
فحين نرى دولا غربيا تحقق منسوبا معينا من العدل ولو بين شعوبها تتربع بذلك في قائمة مؤشرات الرخاء العالمية مثل نيوزيلاندا فما ذلك لما حبيت به من موقع جغرافي أو سند علمي بل لتوزيع عادل يضمن الثقة والانطلاق في صف خدمة التنمية المستدامة ويسد أبواب الفساد فكذا تكون العدالة للدول فائضا من النمو في المقدرات ومكسبا يعول عليه في بناء حضارة مستقيمة.
فحين ما جاء الإسلام راسما خطة العدل في سلم أولوياته لم يكن ذلك من ضروب العبث أو رواسب الفكر التي لا تسمن ولا تغني في ميزان حسنات النهوض بل جاء بقيمة العدل كقيمة أخلاقية وقانونية ومرجعية في كل الصعد والمجالات.
وقد رسخ القرآن الكريم مبادئ العدالة في غالب تشريعاته الدينية والدنيوية ونالت حظا وافرا من الاعتناء والتشريع لتضع نفسها أمام الأمة الإسلامية أنه لا نهوض في حال نسيان العدل أو تغييبه في المجالات العامة والخاصة.
فقد يعاني مجتمع ما من ترد للخدمات كرداءة الطرق وأخرى كثير في موريتانيا ويتم تناول مشاكل وحلول الخدمات في تغييب للعدالة ولو كان جزء العدالة المتعلق بسير المرور مثل الوفاء ومنح الرخص لمن يستحقها بعد اختبار عادل وشفافية في التسيير لتقاربت مساحات النقاش وانصب الجهد حول تحقيق العدالة.
ليتم بناء حضارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى