عاشوراء

حيدر سعيد | العراق

“اركبْ بنفسِي أنتَ يا أخي ”

الحسين : أُخيَّة زينب، ما يُخيفك؟
زينب : أنْ يهمَّ الوردُ بقطفِ العبّاس.

•••

ديَّة العبّاسِ نهرُ الكوثر !
بنو هاشم

•••

الخريفُ مندهشٌ
مِن تساقط كفَّي الربيع
في أوَّلِ أيَّامه!

•••

بعدَ مصرعِ العبَّاس ..
الحسين باحثاً
عن موضعٍ لظهره
يتَّكئُ عليه.

•••

في يوم العاشر:
أحلامُ الرماح
أنْ تحملَ الرأسَ الشريفَ
لتغسلَ عارَها!

•••

في يوم العاشر:
يستعدُّ الواحدُ تلوَ الآخر للمنازلة
يُقاتل الرجال..
وزينب مَن تموت

•••

كـ عمِّه الطيَّار
ورِثَ منه تلك الحادثة،
فالأوَّل عوَّضَه اللهُ بجناحين،
بينما الأخير
جعله اللهُ محلَّ استجابة
•••
خلود الوفاء

كان وفيَّاً لكلِّ مَن أقامَ حوله
و يعتليه الفخر
كلّما اغترف أحدُهم منه،
في محاولةٍ لتخليد ذاته
داخل ذلك الوجود،
ويُحزنه مَن مرَّ به
دون فعل ذلك،
حتّى أقبلَ فارسٌ
جاء متحمِّساً لملاقاته،
فجلس عنده، وصافحه بكلتا يديه
وأخذ منه حفنةً،
وأطال النظر (إليها)
و هي تنسالُ من بين أصابعِه،
ثمّ رمى ما تبقَّى منها، وانتصبَ واقفاً
يرنو إلى الجهة التي أقبل منها
اندهش، وإلى يومنا هذا
يشعر بالخيبة
من تصرّف ذلك الفارس،
بعد أنْ علم أنّ الوفاء
يخلد بموقف.

•••

بعدَ رحيلِ أبي،
اعتادت أمّي الجلوسَ في العتمة.
وقدْ نصحَها الطبيبُ
بالابتعاد عن ذلك
فتعتنقُ الرفضَ
مستأنسةً بصورةِ العبّاس
التي عُلِّقت على الجدار

•••

حبلت القربةُ بماءِ الفرات،
لكنّها أُجهِضت بسهمٍ قبل أنْ تصلَ.

•••

طالما كانت الطبيعةُ
لا تكترثُ لمشاعرِ البشر،
غَبِطَت الأرضُ ذات يوم
تلكما الكفَّين
(اللَّتين) قبَّلهما عليٌّ،
و تمنَّت تقبيلهما،
ولعلّ اللهَ استجابَ لها،
فوقعتا عليها.

•••

أبي بقدر ما يندبُ العبّاس
رافعاً ( كفَّيه ) في كلِّ صباح:
نبت في الصورة المعلَّقة
على الجدار يدان،
و تعانقتا بشغف.

•••

الأطفالُ في إشارة إلى الطبريّ:
في تلك اللَّيلة،
كان سقفُ الطفِّ شديدَ الظلام
لولا وجودُ القمر،
الذي يعتلي ذلك الرُّمحَ

•••

جارتنا الكريمة
كلّ عام تَنذرُ بقرة
تذبحها قرباناً لله،
في يوم العاشر،
بينما (يقتصرُ) نذر أُمِّي
على توزيع الماء؛ إذْ تذبحه في يوم السّابع.

•••

العبّاس
كانَ بإمكانه أنْ يسلكَ طريقاً
أقصر للوصول إلى النهر،
لكنَّه أصرَّ
على اصطحابِ القومِ
في نزهة.

•••

لطمس معالم الجريمة
لم يكتفوا
بقطعِ رأسه
و تهشيم صدره،
بل من أجل إشغال الملائكة
بالبحث عنه
قطعوا كلَّ الرؤوس!

•••

كسفينة نوح
جمعَ الحسينُ في صدرِه
كلمات الأحرار،
و اسماً مواقف الشرف
والنبل
والقيم
و الإنسانيّة
حفاظاً عليها من الطوفان،
فهشَّموا قفصه،
وفرَّت كالعصافير
متوزِّعة على (شكل) مواكب

•••
في يوم العاشر
الحسينُ لجواده :
أنتَ عطشان، وأنا عطشان،
في إشارة
إلى منظَّمة الرِّفق بالحيوان

•••

في محادثةٍ جانبيَّةٍ بين ابن سعد وشمر

شمر: أيّها الأمير، لقد قطعنا أمامه الطريق، و ملأنا الأرض بحقولٍ من (الرجال).

ابن سعد: مبتسماً،
وفجأة، أوسع عيناه محدقاً إلى النهر !

شمر : ما بك أيّها الأمير؟

ابن سعد : ثمٍة منجل يتوسَّط النهر !

•••

وفي الصَّباح ألقى ابنُ سعد
أربعة آلاف مقاتل في جهةِ الفرات
ومن غيرِ اكتراثٍ،
يُلقي الحسينُ بـشهامةِ العبّاس.

” فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ”

•••

الوفاء
أنْ يدخلَ العبّاسُ القلوبَ
من أوسع أبوابها
ليبقى ماكثاً بها
طالما أمستْ
متعطِّشةً للحسين

•••

في محاولةٍ للإفلاتِ
من قبضةِ يدَيه،
بدأ ينساب ببطئٍ
من بين فروجِ أصابعِه،
فأحسَّ به،
وقرَّر أنّ يمنحَه الحرِّيَّة،
فرماهُ دفعةً واحدة.

•••

في يومِ العاشر
كلّ ما سقط شهيد
وارتقتْ روحُه إلى السماء
فقَدَ الحسينُ جزءاً منه،
و استمرَّ الحال..
شهيدٌ بعدَ شهيدٍ ..
حتَّى استشهد العبّاسُ،
فلَمْ يتبقَّ له
غير أنْ يمنحه نفسه
ليبقى عرياناً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى